“إذا لم تُعَلّم عصافيرَ روحكَ كيفَ تطيرُ .. فكمْ كُنْتَ قبرَكْ .. ! هنالك متسعٌ للحياةِ وأنت تمدُّ يديكَ لتُطْعِمَ ثَغْرَ الفراشاتِ عِطْرَكْ .. !”
“عجزت يداه بأن تواري لحظةً أنْ كيفَ يُخفي في العيونِ سنينَهْ .. ؟! والعينُ تفضح سرَّ صاحبها إذا أخذته مقصلة الدموع " رهينة " !”
“في القلبِ نافذةٌ مُحَطَمَةٌ تُغطّي كَسْرَهَا بالكبرياءْ ! والقلبُ يعرفُ كيفَ ترتعشُ الأريكةُ بعدَ مائدةِ الجفاءْ والوقتُ لصٌ لم يزل يسطو علينا ثمَّ يفتعلُ الوفاءْ ! لا وَقْتَ للكُرهِ الخفيفِ فنحنُ من طينٍ وإنَّ الحبَّ ماءْ !”
“أنا كيفَ لا أهواهُ ؟ والحبُّ اشتعالُ الروحِ مذ بدأتْ تخاليقُ النطفْ حتّى النخيلُ يحنُّ لو يدرِ النخيلُ لشدّهُ من ثوبهِ حينَ ارتجَفْ يبكي إليهِ الجذعُ منكسراً وكَمْ في صدريَ المشتاق من جذعٍ نزَفْ ! لو لم يكن في الأرضِ إلا خطوهُ لكفى الجياعَ قليلُ أوراقِ السعفْ ! لو أنّهم يدرونَ ؟ كم من غيمةٍ هرعت إليهِ تظلّهُ حين انعطَفْ كيف استطال سجودهُ , خوفاً عليهِ من الوقوعِ صغيرُ ابنتهِ الأخَفْ ترك الحسينَ وقد تعلّقَ فوقَهُ خشيَ الوقوفَ وقد أظنّوه أزفْ لكنّهُ القلبُ الذي في جوفهِ رجلٌ على كلِّ الخليقةِ قد عطفْ ماذا أقولُ لهُ : حبيبي ؟ بلْ أرقُّ عليَّ حين أضيقُ من مطرٍ ندَفْ ولكَم أتوقُ لرشفةٍ من كفّهِ يروى الفؤادُ إذا براحتهِ ارتشفْ !”
“بَرْدَانِ يشتعلانِ فينا لم نذق من غابر الأيام غيرَ الهَمْ موسى القصيدةُ والشعورُ اليَمْ .. إذ وحدهُ الشعرُ الذي يصحو إذا هدهدتهُ وهمستَ : نَمْ هذا الضجيجُ مضرجٌ بنزيفِ ذاكرةٍ فعطرُ الوردِ أحياناً كـ " دَمْ "..”
“كم أنني أشتاقُ لي .. في انتظارِ الظامئينَ لغيمةٍ مرّتْ كأمٍّ لا تجفُّ إذا احتوتْ أطفالَها وبظلِّ بائعةٍ تحاولُ أن تبيعَ الوردَ حين تغافلَ النسيانُ لم يسألْ على أحوالها ! كم أنني أشتاقُ لي .. في صمتِ عازفةٍ تغنّي دونَ صوتْ .. تهتزُّ أشجارُ الطبيعةِ كلّها وكأنّها تصغي لِمَا غنّتْ , فبعضُ الجرحِ لا يُشفَى إذا غنيَتْ ! يزدادُ ملحُ البحرِ حين يزورهُ الفقراءُ دونَ ملاءةٍ أو زيتْ .. ! يزدادُ نزفكَ في هدوءِ العابرينَ على ارتعاشكَ دونَ أن يدروا بأنّكَ أنتْ .. ! كم أنني أشتاقُ " لي ”
“وانهمرتَ الآنَ قربي حاملاً في الكفِّ " نايا " كالرُعاةِ الحالمينَ كعاشقٍ يخشى بُكَايا .. عارفاً بعظيمِ حبّي كاشفاً سِتْرَ الخفايـــــا ليسَ سرّاً أنْ أحبّكَ أنْ أُسمّيكَ " هوايا " إذْ تمرُّ , تمرُّ رطباً والحرائقُ في دِمَايا .. يا شتاءَ العاشقينَ ليسَ رفقاً بالحنايا بل بقلبِ الشعراءِ وبذاكرةِ الزوايا كيف تفعلُ كلَّ هذا بأحاسيسِ البرايا .. ؟ كيف تشعلُ شمعةً وتثيرُ أحزانَ الصبايا .. كيفَ تغوينا لنفتحَ كلَّ أقفالِ النوايا .. ؟ كيف تجعلُ كلَّ هذا الوردِ ينمو في الخلايا .. ؟ وانهمرتَ الآنَ قُربيْ تاركاً بعضي " شظايا " .. إذْ تمرُّ , أحسُّ قلبي طيّباً وبلا خَطَايا .. يا رفيقي لو عرفتَ الروحَ لم تعشقْ " سوايا " ..”