“سمّاني الناس مجنونا، غير أن العلم لم يكشف لنا بعد فيما إذا كان الجنون ذروة الذكاء أم لا، وفيما إذا كان كل ما يسمى مجدا وكل ما يسمى عمقا ليسا آتيين من مرض فكري، من حالة روحية تتمجد وتنمو على حساب الذهن العام. هؤلاء الذين يحلمون وهم أيقاظ يعرفون أشياء كثيرة تفلت من هؤلاء الذين لا يحلمون إلا وهم نيام. إنهم يلتقطون - في رؤاهم المغيّمة - لمحات من الأبدية، وإذ يستيقظون يرتعشون لتنبههم أنهم كانوا للحظةٍ على ضفة السر العظيم. إنهم يدركون - جزءا فجزءا - شيئا من معرفة الخير، وأكثر أيضا من علم الشر. وهم - بلا دفة ولا بوصلة - يخترقون المحيط الواسع للضياء الذي لا يوصف.”
“إذا كان يهمك ما سوف يقوله الناس عنك بعد ذلك، فمن الأفضل ألا تنشغل كثيرًا بذلك، فالناس الذين سوف يقولون رأيهم فيك بعد عمر طويل أنت لا تعرفهم ولا تدري إن كانوا منصفين أو ظالمين أو كان لديهم من الوقت لكي ينصفوك وهم مظلومون أو يخلدوك وهم ضائعون أو يرفعوا الطين الذي على رؤوسهم ويضعوك!”
“الآلام أنواع : فهناك آلام تخفض قيمتنا أو تنقص قدرنا ، كالجوع مثلا ؛ فالناس تحب أن تصدقنا في ما يتعلق بهذا النوع من الآلام ، ليجعلوا من أنفسهم محسنين إلينا بعد ذلك. أما إذا كان الألم أرفع من هذا درجة أو درجتين ، إذا كان ألما نحتمله في النضال من اجل فكرة مثلا ، فإن الناس يرفضون أن يصدقوه، باستثناء قلة قليلة. وهم لا يصدقونه لأنهم حين نظروا إلى صاحبه رأوا أن رأسه ليس ذلك الرأس الذي لابد أن يكون في نظرهم رأس من يتألم في سبيل قضية رفيعة تلك الرفعة كلها. وهم عندئذ يأبون أن يتعاطفوا معه أي تعاطف؛ دون أن يكون في موقفهم هذا شيء من روح الشر على كل حال”
“إن كثيرًا من المغالين لا يرون إلا جزءًا من الصورة، وهو تراجع مستوى حكام المسلمين عن المستوى الذي كان عليه حكام الامة في صدر الإسلام. أو الذي كان عليه الصفوة من حكام الامة على مدار التاريخ الإسلامي، وهم لا ينظرون إلى التراجع الخطير الذي حدث على المستوى الشعبي العام.”
“الإسلام الحقيقي علم وعمل ومكارم أخلاق إلى جانب الإيمان بالله وعبادته وتقواه..وهذا الجانب العلمي من الدين هو ما ينقصنا.. فالمسلمون هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض.. ونحن لا نتفكر..وهم الذين يطلبون الزيادة في العلم كل يوم ويقولون: " ربِّ زدنى عليماً "ونحن لا نطلب زيادة في علم ولا زيادة في معرفة”
“لا أستطيع أن أكون واحدا من أولئك الذين يمضون دائما وهم يحملون قلوبهم على راحاتهم”