“العامل فى ظل الرأسمالية كان يخضع لكلا النوعين من القهر ، القهر كمنتج ، حيث يقتطع الرأسمالى جزءا من قيمة عمله لحسابه ، والقهر كمستهلك حيث يجبر على شراء سلع بأعلى من قيمتها الحقيقية ، وهو يقبل النوع الأول من الاستغلال تحت الضغط المادى او الاقتصادى المتمثل فى خطر الجوع والبطالة ، وهو يقبل النوع الثانى من الاستغلال تحت الضغط العقلى اوالنفسى المتمثل فى حملات الترويج والدعاية لمختلف انواع السلع”
“و نحن نعيش فى عصر أصبح مركز الشخص الاجتماعى فيه , و نظرة الناس إليه يتحددان بأنواع و كميات السلع و الخدمات التى يستطيع اقتناءها . فالخوف من أن نفقد القدرة على الشراء يتضمن فى الحقيقة خوفاً من ان نفقد مكانتنا بين الناس , وهو من أشد أنواع الخوف قسوة و إيلاما.”
“لقد قبلنا تعريف التنمية بأنها زيادة متوسط الدخل وليس اشباع الحاجات الاساسية للناس .. والامران مختلفان اذ من الممكن أن تنجح فى تحقيق الاول نجاحا باهرا وتفشل فى الثانى، كما ان من الممكن ان تنجح نجاحا باهرا فى تحقيق الثانى مع تقدم بسيط فى رفع متوسط الدخل”
“كثير جداً من ميلنا إلى التقليل من شأن الآخرين، بما فى ذلك الامعان فى انتقاد الناس من وراء ظهورهم، والمبالغة فى تضخيم أخطائهم الصغيرة، والتغاضى عن حسناتهم، والميل إلى رؤية عيوب الآخرين بدلاً من حسناتهم، كل هذا يؤكد لنا شعورنا بأننا "ذو قيمة " وذلك عندما يعز علينا أن نكتسب هذا الشعور من أى طريق آخر غير التقليل من قيمة الآخرين .”
“انهم جميعا يعتبرون النمو اهم بكثير من التوزيع اى ان زيادة حجم الكعكة اهم بكثير من مراعاة المساواة فى توزيعها بعبارة أخرى : الكفاءة عندهم أهم من العدالة فبيع القطاع العام سيحقق الكفاءة فى رأيهم وهذا هو المهم اما تسريح العاملين وارتفاع نسية البطالة او ارتفاع اسعار السلع والحاجات الضرورية التى لابد ان تترتب على الخصخصة فلا يتكلمون عنها الا عندما يضطرون لذلك”
“فنحن بصدد زحف شئ اخطر من مجرد الانفتاح او الرأسمالية او التغريب , وهو تحويل كل شئ خطوة بخطوة , ليصبح محلا للبيع والشراء , حتي روح الإنسان نفسه”
“فى ظل الهيمنة الامريكية. الولايات المتحدة وإسرائيل على إستعداد لأن تفعلا المستحيل من أجل تخريب التنمية ، وتعطيل التطور الديمقراطى ووضع العراقيل فى وجه إصلاح التعليم والثقافة وفى طريق تحقيق اى صورة مجدية للتعاون العربى او الوحدة العربية . يؤيد هذا الاستنتاج ان العرب (مثل غيرهم من الامم )كانوا يثبتوا قدرتهم على التقدم فى مختلف الميادين بمجرد ان تتاح لهم ظروف دوليةمواتية. حدث هذا مرة فى عهد محمد على ومرة فى عهد عبد الناصر. ولكن الفترتين كانتا للأسف قصيرتين للغاية، فلم تدم فى عصر محمد على أكثر من ثلاثين عاما ، بأقصى تقدير (1810 -1840 ) ولم تدم فى عصر عبد الناصر ، بأقصى تقدير أيضا على 11 عاما( 56- 1967 )كان التقدم فى مختلف الميادين الاقتصاد والتعليم والثقافة والاصلاح الاجتماعى مدهشا بكافة المقاييس فما الذى حدث بعد ان بدأت الولايات المتحدة تمارس قبضتها القوية ؟”