“الصلاة ليست ركوعًا وسجودًا وقيامًا وقعودًا، بل إن هذا كله بمثابة الجسد منها ، أما روحها فهي الخشوع;فمن لم يخشع في صلاته كان كمن يرفع إلى الله جسدًا ميتًا ، ولاخشوع لمن عقله في بيته أو دكانه ، وفي تجارته أو ولده .”
“إن الذي يكون ارتفاعه على أرجل الكرسي فقط إذا زال كرسي الوظيفة من تحته هوى وأخلد إلى الأرض , أما من كان كالنسر ارتفاعه بجناحيه فلا يزال محلقا في الجِواء ”
“وإن المؤمن ما ثارت في نفسه شهوة إلا أطفأها بأنهار الجنة أو أحرقها بنار جهنم فاستراح منها”
“كنتُ أشعر - كلما انفردت - بفراغ هائل في نفسي ، وأحس بأنها غريبة عني، ثقيلة عليّ ، لا أطيق الانفراد بها .. فإذا انفردتُ بها أحسستُ أن بيني وبين الحياة صحاري قاحلة و بيداً ما لها من آخر .. بل كنتُ أرى العالم وَحشاً فاغِراً فاه لابتلاعي ، فأحاول الفرار . ولكن أين المفر من نفسي التي بين جنبيّ ..؟إنّ نفسي عميقة واسعة ، أو لعلّي أراها عميقة واسعة لطول ما أحدّق فيها وأتأمّل جوانبها ، فتخيفني بسعتها وعمقها ويرمضني أنه لا يملؤها شيء مهما كان كبيراً .. وهذا العالم ضيق ، أو لعلّي أراه ضيقاً لاشتغالي عنه بنفسي وشعوري بسعتها ، فأراه يخنقني بضيقه.إني أجمع العالم كله في فكرة واحدة أرميها في زاوية من زوايا نفسي ، في نقطة صغيرة من هذا الفضاء الرحيب ، ثم أعيش في وحدة مرعبة أنظر ما يملأ هذا الفضاء..”
“كثيرا مما نخافه في هذه الحياة , وكثير من الموضوعات التي تتحاماها الأقلام , وتبتعد عنها الصحف , مثل هذه الحديقة , لا تحتاج إلا إلى عود كبريت أو إلى مصباح كشاف , يظهرها لأعيننا ؛ فنرى أنه ليس فيها ما تخشاه ولكن الظلام الذي كان يلفها , وخيالنا الذي كان ينطلق وسط هذا الظلام هو الذي يملأ نفوسنا بالمخاوف والأوهام”
“ما في الحب شيء !! ولا على المحبين من سبيل !! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه، أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته”
“ففي رأى الجاحظ : أن آراء الإنسان وعقائده ليست إرادية بل هي مفروضة عليه فرضاَ وأنها نتيجة حتمية لكيفيه تكوين عقله وما يعرض عليه من الآراء فمن عرض عليه دين فلم يستحسنه عقله فهو مضطر إلى عدم الاستحسان وليس في الإمكان أن يستسحن وهو إذن ليس مسئولا عن اعتقاده، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فمن أصيب بعمى الأوان فرأى الأحمر أسود فلا لوم عليه في ذلك .إذ ليس في استطاعته إلا أن يفتح عينيه أو يقفلها أما أن يرى هذا اسود أو أحمر فلا دخل له فيه. وكذلك الشأن في المعقولات”