“ومن طبائع الاستبداد أنّه لا يظهر فيه أثر فقر الأمّة ظهورًا بيّنًا إلّا فجأة قُريب قضاء الاستبداد نحبه، وأسباب ذلك أنّ النّاس يقتصدون في النّسل وتكثر وفيّاتهم ويكثر تغرّبهم، ويبيعون أملاكهم من الأجانب فتتقلّص الثّروة وتكثر النّقود بين الأيدي. وبئست من ثروةٍ ونقودٍ تشبه نشوة المذبوح.”
“الأمّة الّتي لا يشعر كلّها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحقّ الحرّيّة. الاستبداد لا يُقاوم بالشّدّة إنّما يُقاوم باللّين والتّدرّج. يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يُستبدل به الاستبداد.”
“الاستبداد لا ينبغي أن يُقاوم بالعنف، كي لا تكون فتنةٌ تحصد النّاس حصدًا؛ نعم، الاستبداد قد يبلغ من الشّدة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجارًا طبيعيًّا، فإذا كان في الأمّة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً، حتّى إذا سكنت ثورتها توعًا وقضت وظيفتها في حصد المنافقين، حينئذٍ يستعملون الحكومة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، وخير ما تؤسّس يكون بإقامة حكومة لا عهد لرجالها بالاستبداد ولا علاقة لهم بالفتنة.”
“ ومن طبائع الاستبداد : أن الأغنياء أعداؤه فكراً وأوتاده عملاً , فهم رَبائط المستبد , يذلهم فيئنون،و يستدرهم فيحنون , ولهذا يرسخ الذل في الأمم التي يكثر أغنياؤها .”
“ليس من ركن واحد فى ديار الاسلام استطيع ان اعيش فيه بمنجاة من الاستبداد”
“الاستبداد مرض معد ينتقل دائما من السلطة للناس ويؤثر في سلوكهم اليومي لقد علمنا الاستبداد أن نحصر اهتمامنا في ذواتنا وأسرتنا وأولادنا وأن نترك ماعدا ذلك للحاكم يصنع به ما يشاء”