“الشيخ عبدالرحمن الدوسري كان يسخر مرة من أطفال لم يعجبهم تناول وجبة شعبية فقال ساخراً: سوف نعلبها لكم لتأكلوها؛ أي "نضعها في علب مستوردة" لتكون حديثة ومقبولة. وهذا المزاج الطفولي يخامر الشعوب التي تشعر بالتخلف، وتزيد هذه العقدة كلما زاد الفقر والجهل، فتجد المرأة الأقل تعلماً أكثر اهتماماً بالأصباغ الغربية، وهذه ليست ظاهرة عربية أو إيرانية أو هندية؛ فهي ظاهرة عامة، وعقدة نقص؛ تحدث عنها كثيرون، وناقشها علي شريعتي (..) إذ يرى أن المجتمع الجاهل والأكثر تخلفاً ينمي مكاسب شركات الزينة الغربية أكثر من المجتمع الغربي نفسه. ذلك أن الأصباغ وكثافتها وكثرتها وتكاليفها تصبح مع الجهل علامة على الرقي والتقدم والجمال المزيف، حيث يشوه التصنع والتكلف الحياة الطبيعية وينتج حالة من البشاعة مؤذية، ويصبح التصنع الغالي توجهاً عاماً، ومقياساً للجمال.”
“لا بد للإنسان العاقل والمثقف أن يكون له دور في إنكار ما يرى أنه خطأ وفي تأييد ما يرى من الصلاح لصالح المجتمع”
“إن تهاون الناس في الأخذ بحريتهم يوردهم موارد الشر والموت والهزيمة، أو الإيقاف عن صعود سلم الرقي البشري، والبقاء في مهاوي الجهل والتبعية، لقد كان من أهم أسباب الشر الذي تعرضت له ألمانيا على يد هتلر أنها تهاونت في الأخذ بحريتها في العشرينيات والثلاثينيات حتى استعبدها النازيون الألمان.”
“من مظاهر واسباب انهيار الدولة العثمانيه قلة السكان اذ يرى بعض دارسي المجتمعات ان المجتمع العثماني او الدوله العثمانيه فشلت في حصول ثوره سكانيه موازيه لتلك للثوره السكانية التي عاصرتها في شعوب اوربا المناوئه لها واضطروا ان يعتمدوا على المساعدين النصارى ثم بتزايد الحروب مع النصارى قل واردهم من النصارى وكان الجهاض للأسف)”
“وعدد العناوين الجديدة سنويا في أمريكا يزيد عن واحد وخمسين ألف عنوان، والغريب أنها أقل من عدد المنشورات في بريطانيا، ولكن الكمية في أمريكا لا تقارن حجما في سوق بريطانيا، ولا يطمع قارئ أن يرى الكتب الجديدة جميعها تحت سقف مكتبة واحدة, ولكن الكتب الأخرى يمكن الحصول عليها بسهولة، اليوم الكمبيوتر ييسر لك كل كتاب متى عرفت عنوانه أو رقمه الدولي المتسلسل أو اسم مؤلفه وبإمكانك أن تطلبه من أي مكتبة في وقت قصير، ومن المكتبات من تعرض على القراء أن توصل الكتب لبيوتهم، وتقدم لك الكتب بطريقة أنيقة كأنه إهداء”
“عاد لي ابني من أول درس في روضة أطفال غربية ليحدثني عن أن الدرس الأول كان :(كيف تتعامل مع الكتاب ؟) فقلت له : للأسف يابني ، في بلاد العرب من شرقها إلى غربها ، من روضاتها إلى جامعاتها ، لن تسمع عن درس كهذا. وبعد زمن، دخل هو نفسه الى مدرسة عربية ،فعاد ليشرح لي طرق التغلب على ( العين) و( العيانين ) كما شرحها له أستاذه ، وأول هذه الخطوات أن تحصل على نوى التمر الذي أكله الضيف ثم تغسله وتغتسل بالماء أو تشربه ، فإن لم يكن الضيف قد أكل تمرا ولكنه شرب قهوة أو شايا أو ماء فعليك أن تغسل الأكواب التي شرب منها ثم تغتسل بهذه البقايا ، فإن لم يكن أكل الضيف تمرا ولاشرب قهوة أو ماء ولاشايا فما الحل ؟ آتعجب من سيطرة الأوهام أو هيمنة العقل الخرافي على الحياة اليومية ؟ أم تعجب من ثقافة اتهام الضيف ؟ أم تستغرب انحطاط الخلق ؟ ... وزاد الناس في السحر كما زادوا وبالغوا في العين ، فحديث العين حق رُكب عليه باطل طويل وشروح واحتمالات لانهاية لها ، ويقبلونها ولايقبلون نداءات إصلاح هم أحوج إليه من تلك الخرافات في العلاجات .”
“الحرية لاتعطى وإنما تؤخذ وينقل عن هكسلي"لابد من دعوة الناس أو تعليمهم الحرية كشئ راقي وأصيل, إنها ليست طبيعية, وإنما حالة تستنبت, يمكن لأكبر عدد من الناس أن يغيروها الى الاستقرار واللذة, وتاريخ القرن العشرين يشهد بذلك.”