“فنحن نؤمن بالخير ونحارب الشرِّ؛ لأن هذاصادر عن عقيدة راسخة أساسها الدين، ونحن لا نتقبل جدلًا في إيماننا هذا، لا من علماءالفلك، ولا من غيرهم، ولا يعنينا في هذا أمر النظريات أو الحقائق العلمية، بل إننا نحيا ونموت مؤمنين متمسّكين بعقيدتنا، ندافع عن الخير، وعن الفضيلة، وعن العدل، ونحارب الشر والرذيلة والظلم، سواء أكانت الأرض هي التي تدور حول الشمس، أو الشمس هي التي تدور حول الأرض، وسواء أكانت الأجسام تتبع في سقوطها آراء أرسطو، أو مذهب .غاليلي”
“ و من المعروف أن رجال الكنيسة في القرون الوسطى كانوا سببًا من أسباب انحطاط العلوم و تأخرها في أوروبا , فهل كان الدين مسئولًا عن هذا ؟ هل في تعاليم المسيحية ما يؤيد رأي بطليموس في مركزية الأرض أو ما يخالف نظرية كوبرينيك و يوافق نظرية أرسطو ؟ أم أن العيب هو عيب رجال الكنيسة الذين اتخذوا من الدين وسيلة لفرض نفوذهم و اخضاع الناس لسلطانهم ”
“الناس لا يكلفون انفسهم عناءاً كبيراً في تصوير الحياة وتخيلها، وهم يبدون استعداداً مدهشاً لتصديق ما لا يجوز تصديقه، وتصور مالا ينبغي تصوره، وكأنما آلو على أنفسهم ألا يبذلوا جهداً، وألا يحملوا أنفسهم مشقة أو عناء، والكثرة العظمى من الناس في جهل مطبق بحقائق الحياة، ومع ذلك فهم راضون عن أنفسهم مدافعون عن جهالاتهم وأوهامهم، وإن بعضهم ليتحمس للحياة ويضحي بنفسه في سبيلها، وآية ذلك إن جهالة الجاهل جزء من شخصيته، فهو يجد في الدفاع عنها دفاعاً عن نفسه وعن حياته.”
“من أوجب الواجبات على الدولة أن تترك العلماء أحراراً في حكمهم على الأمور، أن تشعرهم باستقلالهم، لأنهم قادة الفكر، كما أن على العلماء أن يتمسكوا بهذا الاستقلال. فاستقلال العلم والعلماء شرط لابد منه لحياة العلم والفضيلة على حد سواء. وإذا ضاع استقلال العلم ضاع العلم وضاعت الفضيلة، بل وضاعت الأمة. وقد بقيت أوروبا ألف عام في ظلمات العصور الوسطى، لأن أمورهم كانت في أيدي قوم لا يؤمنون بالحق، ولا يؤمنون باستقلال العلم، فاضطهدوا العلماء، وحاربوا حرية الفكر، واتغمسوا في الجهالة محتمين وراء الجدل اللفظي الأجوف، فعم الظلم والضلال.”
“ إننا باستعراضنا آراء ابن خلدون لا نعني أننا نؤيدها أو نؤمن بها ونحن لا يجوز أن نغالي في تقدير ابن خلدون إلى الدرجة التي نعتبر فيها جميع آرائه صحيحة ليس فيها خطأ أو نقص. الواقع ابن خلدون كغيره من عظماء المفكرين والعباقرة يصيب أحيانا ويخطء أحيانا أخرى”
“لم يكن أهل الخير في عصر من عصور التاريخ أكثر عدداً من أهل الشر أو يساوونهم, ولكن عصور الخير هي التي تمكن فيها أهل الخير من توجيه دفتها”
“لا تتعجل القدر ولا تختط خطة المستقبل ولا تغذ النسيان بأفكارك حين تفكر في البعيد ، فإنك في حاجة إليها ؛ واعلم أن الآلة التي تدير هذا العالم إنما تُدار من فوق حيث لا تصل إليها اليد التي تحاول أن توقفها أو تبطيء من حركتها أو تزيد فيها”