“ما عدد الصدمات المطلوب التعرض لها حتى نتوقف بعده عن السقوط في نفس الأخطاء وارتكاب نفس الحماقات وفتح نفس الأبواب..”
“تفعل ما يحلو لها.. ويحلو لها ما تفعله.”
“لو فكر البيت في كونه انسانًا .. ربما صار أكثر حنانًا على أرواحنا المندسة داخله، وأكثر عطفًا على هشاشتنا التي نخفيها خلف خرسانته وجدرانه.لو فكر البيت في ارتداء شكل ساكنيه، لصار بيتي هشًا، نحيلًا .. يفيض بالحرارة، والحيرة .. مثلي.لو فكر البيت في الاقتداء بأخطاءنا، لما توقف عن قص ذكرياته أولًا بأول ونفضَها عن أكتافه بعد أن استطاع أن يفرط في الذكرى الأولى .. مثلما لم أتوقف عن قص شعري الطويل منذ أول مرة هان على قلبي ليله الأسود، فهكذا تجر الأخطاء الأولى ما يأتي بعدها وتنفلت منا كما ينفلت الخيط من البكرة.”
“الغرق ليس السقوط في الماء. لا أحد يصف السمكة بالغارقة . لكنها تغرق في الهواء. الغرق معنى. وصف قاتل. الغرق أن تسقط في مكانٍ ليس لك.”
“كبرت بما يكفى لأعرف الحنين ..بما يكفى تمامُا لأعرف عن الحنين ما يشغلنى عن مصافحته .. وما يجعلنى أكبر من طرق بابه أو المبالاة بوخزاته .. أكبر حتى من أن أحتفظ بصورة له بين أشيائى”
“كدمة حمراء على صدري انتبه لها أخي ذات يوم فكذبت بأنها اصابة أثناء العمل، كي لا أزعجه أكثر، وأقول أنها إصابة أثناء الألم، طريقة حساسية جسدي في التعبير عن ألمه. كدمة زرقاء لم ينتبه لها تستقر خلفها، في قلبي، في عمق قلبي، لا أخبر أحدًا عنها من زمن طويل، حتى تجمدت زرقتها ولم يعد شفاءها مستطاعًا. كدمات شهوة عابرة تحاول أن تخدش عنقي من علاقة لم تحدث أبدا مع العالم.. وكدمات وحدة طويلة على كتفيّ.. كدمة إدراك هي ما تصيب رأسي بالصداع المتكرر، ربما تحولت إلى ورم خبيث يأكل من تفكيري يوميًا.. كدمات في أصابعي من لمس الأشياء الميتة، الأشياء التي لا ترد لي الشعور نفسه، ولا الحنان نفسه. وكدمات على ذراعي من رعشات الخوف والهشاشة على صدر الفراش.. كدمات على ساقي من الركض في غابات لا أنتمي لها.. كدمة على شفاهي بطعم ما تعلمته من الكذب المرتب الذي لا يشبهني، كي أستطيع شق الحياة بقانونها. وكدمات صغيرة تنهش ظهري من الذاكرة الباردة خلفه.. كدمات صامتة حول أذني، من كل كلمات الحب الكاذبة التي سمعتها مرارًا ولم تستقر في القلب. تتحول الكذبات عوضًا لندوب جديدة. حتى الشامة التي أحبها وجه أحبني كثيرًا فيما مضى، هي كدمة سوداء في عنقي، لفرط ما تذكرني بتلك الطريقة من حنان موزع كمجرى من خصلات جبيني المتطايرة، حتى أسفل عنقي النحيل.. كمن وصل لتوه قبل أن تفوته اللحظة.كدمة مؤلمة حارقة تستقر هنا، أسفل عنقي، محشورة بحنجرتي الضعيفة، كدمة متورمة من كل الكلمات الغالية التي لم أقلها، وحبستها او ادخرتها، رغم أنها تجري كالماء بداخلي، لأني لم أجد أرضًا خصبة أهلًا لها، لأصب كالنهر الحر.والكلمات التي لم أقلها، أغلى على قلبي.. من كل الكلمات التي قلتها.لكن أحدًا لم يفهمها، أو يمضي في روحي حتى يبلغها. ماذا تفعل المرأة التي تنظر في المرآة وتشعر بكل هذه الكدمات والندبات المحفورة في جلدها وروحها وعظامها.. حين تخبرها أنها جميلة؟! أو أن الكاميرات تحبها لأن لعظامها جمالًا نادرًا؟!هل تنتظر منها سرورًا للإطراء، أو امتنانًا لك.. أو للمرايا.”
“مع كل ما نجحت في اكتسابه وكل ما أتقنته بالمران والوقت من خيارات متاحة للتعامل المرن مع العالم وناسه.. أدرك أني عجزت، عجزت عن ضم صفة القسوة لصفاتي القليلة السيئة الأخرى.”