“وكورقةٍ خضراءَ في حديقةٍ، قريبةٍ، وبعيدةٍ كسحابة. صرتُ مجذافاً كلّما صارتْ زورقاً، وشارعاً كلما ازدحمتْ بالآخرين.وليس كأيّة امرأة، كانت تجيد القول:- الأمنيةُ.. عذابُ الروح.- الألَمُ أخرسُ ولا يحُسِنُ النطق.كنتُ أُدوِّنُ ما تهمسُ... ، تدوينَ ملاكٍ يُصارعُ جَحيمَهُ الخاصّ، مثقلاً بذنوبِ غفلتِهِ، كنتُ أرقبُها تنوءُ بجرحها القديم، مخُفيةً -ما استطاعت- حبّاتٍ من دمعها الأسود، ينزلُ سريعاً، فتخذلُها المناديل.لم أخبرها أنها المرّة الأخيرة التي ستراني فيها، ما تجرأتُ أن أطعنَها برحيلي إلا وأنا محتدمٌ فيه”
“لا تملَّ أو تغضبْ أو تكتئبلا وقتَ حتى لذلك،وانظرْ إلى كلِّ ما يُلمَسُ حولك، تَشّربْ فيه جيداً قبلَ أن يتلاشىقبل أن يتحولَ/ تتحولَ إلى محضِ ذكرى”
“من أنا في هذا الليل أيَّتُها النفسُ الجاحدة؟ أينَ أملاكي من الكلامِ الرهيفِ الذي وَزَّعتُهُ على الآخرينَ فما أعْطَوْني إلا صَمْتَهم؟ أينَ صُراخي في مراياهُم التي أُعلِّقُها على الجُدرانِ؟ إنني الآنَ أُقيمُ في ساقيةٍ واحدةٍ يَمُرُّ فيها أشباحُ من مَرُّوا على حياتي فأَفسَدوها لا أُريدُ منهم سوى أنْ يتركوني. لا الحياةُ صديقتي وهي ليستْ بصديقةٍ لهم بالضرورة. أعرفُ هذا وأحفَظُهُ عن ألم.”
“إنني الآنَ أُقيمُ في ساقيةٍ واحدةٍ يَمُرُّ فيها أشباحُ من مَرُّوا على حياتي فأَفسَدوها”
“ولكن كلّ من يَمضي يترُكُ في صدري حصاة صغيرة”
“ليسَ من أجلي أنهضُ كلَّ صباحٍ بصوتٍ يتكسرُوحلمٍ يصدأُ.ليسَ من أجلي أجولُ كلَّ يومٍ الأرصفةَ ذاتَها.ضاحكاً من كتابةِ ذكرى، مؤجلاً غَدِي برعبِ يومي.متوثِّبٌ للنسيان. مخلصٌ للسهوأسهو عن مخاذلِ العيشعن الأصدقاءِ وهم يكذبونعن جثةٍ -هي الحقيقةُ- تبلغُها فتموتُ بين يديكَعن رِعدَةٍ تجيءُ وتنسلُّ دونَ اكتراثِ أحدعن ظلٍّ زائفٍ وشعوبٍ بآجالٍ ورقيةعن الخياناتعن أطفالٍ يموتونَ قبلَ أن يُدركوا الرمقوعن شتلةِ المطاطِ تموتُ في الزاويةِ رغماً عني”
“لكني سقطتبكلمةٍ واحدةسقطتكأني حائط من زجاج”