“و زد على ذلك اكبر بدعة عرضت على نفوس المسلمين و هد بدعة الياس من انفسهم و من دينهم, و ظنهم ان فساد العامة لا دواء له, و ان ما نزل بهم من ضر لا كاشف له, و انه لا يمر عليهم يوم الا و الثانى شر منه. مرض سرى فى انفسهم و علة تمكنت من قلوبهم, لتركهم المقطوع به من كتاب ربهم و سنة نبيهم, و تعلقهم بما لم يصح من الاخبار او خطئهم فى فهم ما صح منها, و تلك علة من اشد العلل فتكا بالأرواح و العقول و كفى فى شناعتها قول جل شانه(إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ (إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”
“ليس اثقل على الانسان من حمل الحرية ، و ليس اسعد منه حين يخف عنه محملها وينقاد طائعا لمن يسلبه الحرية و يوهمه فى الوقت نفسه انه قد اطلقها له و فوض اليه اللامر فى اعتقاده و عمله ، فلماذا تسوم الانسنا من جديد ان يفتح عينيه و ان يتطلع الى المعرفة و ان يختار لنفسه ما يشاء ، و هو لا يعلم ما يشاء ؟!!”
“كم من رئيس مغمول لما فى نفسه من الضعف و الخمول, لا ينصر اعتقاده, و ان كان معترفا بأن فيه رشاده, و فى عزته عزه و إسعاده..و كن من مرءوس شديد العزيمة, قوى الشكيمة يكون له فى نصر ملته, و المدافعة عن أمته, ما يعجر عن الرؤساء, و لا يأتى على أيدى الأمراء”
“لا قيمة للإنسان فى الحياة إلا بما يعرفه و بما تعكسه عليه هه المعرفة من فهم للحياة و من سعة أفق فى التعامل مع الآخرين و من رقة فى المعاملة و حسن المعاشرة ،،،”
“أنا لم أفقد الثقة فى هذا الشعب، هذا الشعب عجيب، يحنى رأسه و هو يلعن ظالميه، يحسب الظالمون انه استسلم ، و إنما هو يستعد للإنقضاض ، و مع ذلك فإن الإرهاب قادر على أن يسحق الحقيقة ، و يدفنها فى التراب و لكنى مؤمن بأن الحقيقة لابد فى يوم من الايام ان تخرج رأسها من الترابالحقيقة تدفن و لا تموت”
“فما يخدع الطغاة شئ ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، و ما الطاغية إلا فرد لا يملك فى الحقيقة قوة و لا سلطانا ، و إنما همى الجماهير الغافلة الغافلة الذلول، تمطى له ظهرها فيركب ، و تمد له أعناقها فيجر ، و تحنى له رؤوسها فيستعلى ، و تتنازل له عن حقها فى العزة و الكرامة فيطغى ، و الجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، و خائفة من جهة أخرى ، و هذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ؛ فالطاغية - و هو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها و كرامتها و عزتها و حريتها”