“و تمضي الليالي إلى قبرهاوتمشي الحياةُ مع الموكِبِأسير أنا في شعاب الوجودأفتش عن حلمي المُتعَبِ”
“انتصف الليل و ملئ الظلمة أمطار..و سكون رطب يصـرخ فيه الإعصار..الشارع مهجور تعضل فيه الريـح..تتوجع أعمدة و تنوح مصابيــح..و تظل الطفلة راعشة حتى الفـجر..حتى يخبو الإعصـار و لا أحد يدري..في منعطف الشارع في ركن مقــرور..حرست ظلمة شرفة بيت مهــجور..ظمأ ..ظمأ للنوم ولـــكن لا نوما..ماذا تــنسى البرد .. الجوع أم الحمى..ضمت كفيــها في جـــــزع في إعياء..و توسدت الأرض الرطبة دون غــطاء..و الناس قناع مصطنع اللون كذوب..خلف وداعتهإاختبأ الحقد المشبوب..المجتمع البشري صريع كـؤوس..و الرحمة تبقى لفظا يقرا في القاموس..”
“[ صور من زقاق بغداديّ ]ذهبتْ ولم يَشحَبْ لها خدٌّ ولم ترجُفْ شفاهُلم تَسْمع الأبوابُ قصةَ موتها تُرْوَى وتُرْوَىلم تَرتَفِعْ أستار نافذةٍ تسيلُ أسًى وشجوَالتتابعَ التابوت بالتحديقِ حتى لا تراهُإلا بقيّةَ هيكلٍ في الدربِ تُرْعِشُه الذِّكَرْنبأ تعثـّر في الدروب فلم يجدْ مأوًى صداهُفأوَى إلى النسيانِ في بعضِ الحُفَرْيرثي كآبَته القَمَرْ.**والليلُ أسلم نفسَهُ دون اهتمامٍ, للصَباحْوأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ,بمُوَاءِ قطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظامْ,بمُشاجراتِ البائعين, وبالمرارةِ والكفاحْ,بتراشُقِ الصبيان بالأحجار في عُرْضِ الطريقْ,بمساربِ الماء الملوّثِ في الأزقّةِ, بالرياحْ,تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْفي شبهِ نسيانٍ عميقْ”
“نحن هل نحن في الوجود سوى الجهلِمصُوغاً في صورة الانسانِ؟كلُّ ما في الأكوانِ يحكمنا ماذاإذنْ سرُّ ذلك الطُغيانِ”
“فيمَ هذا الصراع يا أيها الاحياءُ؟فيم القتالُ؟ فيم الدماءُ؟فيمَ راح الشُبّانُ في زَهْرة العُمْرِضحايا وفيمَ هذا العداءُ؟أهْو حبُّ الثراءِ؟ يا عَجَبَ القلبِ!وما قيمة الثراء الفاني؟في غدٍ رحلةٌ فعل يدفع المواتُبالمالِ وحشةَ الاكفانِ”
“ماذا وراء الحياةِ؟ ماذا؟أيُّ غُموضٍ؟ وأيُّ سِرِّ؟وفيمَ جئنا؟ وكيف نمضي؟يازورقي, بل, لأيِّ بحرِ؟يدفعُكَ الموجُ كلَّ يومٍأينَ ترى آخِرُ اَلمقَرَّ؟يا زورقي طال بي ذُهوليوأغرقَ الوهمُ جوَّ عُمْريأَسري كما ترسُمُ المقاديرُ ليالى حيثُ لستُ أدريشريدةٌ في دُجَى حياتيسادرةٌ في غُموضِ دَهْريفخافقٌ شاعرٌ, وروحٌقال لها الدَهْر لا تَقَرِّيوناطَها بالذُرَى تُغنّيوتنظِمُ الكونَ بيتً شِعْرَ”
“الليلُ يسألُ مَن أناأنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُأنا صمتُهُ المتمرِّدُقنّعتُ كنهي بالسكونْولففتُ قلبي بالظنونْوبقيتُ ساهمةً هناأرنو وتسألني القرونْأنا من أكون ؟الريحُ تسألُ مَنْ أناأنا روحُهَا الحيرانُأنكرني الزمانْأنا مثلها في لا مكاننبقى نسيرُ ولا انتهاءْنبقى نمرُّ ولا بقاءْفإذا بلغنا المُنْحَنَىخلناهُ خاتمةَ الشقاءْفإذا فضاءْ !والدهرُ يسألُ مَنْ أناأنا مثله جبارةٌأطوي عُصورْوأعودُ أمنحُها النشورْأنا أخلقُ الماضيْ البعيدْمن فتنةِ الأملِ الرغيدْوأعودُ أدفنُهُأنالأصوغَ لي أمساً جديدْغَدُهُ جليدوالذاتُ تسألُ مَنْ أناأنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلاملا شيءَ يمنحُني السلامْأبقى أسائلُ والجوابْسيظَلّ يحجُبُه سرابْوأظلّ أحسبُهُ دَنَافإذا وصلتُ إليه ذابْوخبا وغابْ”