“الايمان بالله يرفع النفوس عن الخضوع والاستعباد للرؤساء الذين استذلوا البشر بالسلطة الدينية ,وهي دعوة القداسة والوساطة عند الله ,ودعوى التشريع والقول على الله بدون إذن الله ,أو السلطة الدنيوية,وهي سلطة الملك والإستبداد,فإن العبودية لغير الله تهبط بالبشر إلى دركة الحيوان المسخر أو الزرع المستنبت ...وحق على الإنسان أن لا يرضى لنفسه أن يكون عبداً ذليلا لبشر مثله للقب ديني أو دنيوي ,وقد أعزه الله بالايمان.”
“الإنسان بدون الله هزأة لا معنى لعمله ولا قيمة للدوافع التي تصدر عنها أعماله,فإن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الضمير,والضمير من الله وبدون الله لا يكون ابن آدم إلا حيوانا عاقلا ذكيا,أما أن يكون بدون الله إنسانا فذلك من المحال”
“قد يكون الإنسان دليلاً على عظمة الله, ولكن عظمة الله مستحيل أن تقف عند حدود الإنسان!”
“إن الإسماء الحسنى هي صفات الله و صفات الله كلها سرمدية عاملة غير عاطلة، فكل ذرة في الكون الأعظم إنما هي تحيا في هيمنة فلك اسم معين من أسماء الله، سواء في ذلك عوالم الملك أو الإنسان، أو الجن أو الحيوان، أو النبات أو الجماد أو عالم الغيب.”
“إن كانت الخطيئة خروجاً عن حدود الله فلله وحده أن يعاقب عليها ، وليس لخاطيء أن يقتل خاطئاً مثله وإن اختلفت درجات الخطيئة ، إنما يكون ذلك للمعصومين من الخطيئة ولهم وحدهم أن يحكموا على الناس . و من منا يدعى لنفسه العصمة؟! ، ومن يفعل ذلك فإنه يُعد معتديا على حق الله إذ يبيح لنفسه أن يعاقب على ذنوب علمها عند الله وحده وهو مرتكب لكثير منها ! إنما يجب على الإنسان أن يترك عباد الله له سبحانه وتعالى يعاقبهم على الذنوب بقدرته وعلمه الواسع ، فهو على ذلك قادر دون حاجة إلى أي فرد منا لتنفيذإرادته .والناس يخلطون بين ما هو مخالف للدين وما هو مخالف للنظام .أما ما يخالف الدين فأمر الجزاء فيه إلى الله ، وأما ما يخالف النظام فأمر العقاب فيه إلى الناس ،على أن يكون العقاب باسم النظام لا باسم الدين .و الذين يدعمون النظام بالدين يخطئون في حق الدين فإن النظام من عمل الإنسان وهو ناقص ومؤقت وخاضع للتطور ،ولا يجوز ذلك على الدين . ثم إن النواهي الاجتماعية يجب أن تظل عملا إنسانيا خالصا يحميه الإنسان وليس من العدل أن نستتر وراء الدين لحماية النظام كما يفعل أكثر الذين يقسون في عقاب الخاطئين وما بهم من غضب للدين و لكنه حماية لنظام كله من عمل الإنسان ، وقد يكون خطأ أو صوابا .”
“إن الله يخلق الإنسان في منتصف الطريق دائماً. فإما أن يمضي إلى الأمام، أو يبقى حيث تركه الله”