“هنالك موتى ينامون في غرفٍ سوف تبنونهاهنالك موتى يزورون ماضيهم في المكان الّذي تهدمونهنالك موتى يمرّون فوق الجسور الّتي سوف تبنونهاهنالك موتى يضيئون ليل الفراشات، موتىيجيئون فجرًا لكي يشربوا شايهم معكم، هادئينكما تركتهم بنادقكم، فاتركوا يا ضيوف المكانمقاعد خاليةً للمضيفين.. كي يقرؤواعليكم شروط السّلام مع... الميّتين”
“ونَحنُ، سنهرب من زَمَنٍ لم نُهيّئ لَهُ، بَعْدُ، هاجسنا سَنَمضى إلى وَطن الطّير سربًا من الْبشر السّابقين نطلّ على أَرضنا منْ حصى أرضنا، من ثُقوب الغيوم نطلّ على أَرْضنا، منْ كلام النّجوم نُطلّ على أرضنا منْ هَواء البُحيْرات، من زغب الذّرة الهشّ، من زهرة القَبْر، من ورق الحوْرِ، من كُلّ شيء يحاصرُكم، أيّها البيض، موتى يموتون، موتى يعيشون، موتى يَعودونَ، موتى يبوحون بالسّرّ، فلتمهلوا الأرض حتى تقول الحقيقة، كلّ الحقيقة، عنكم وعنّا .. وعنّا وعنكم!”
“يا عزيزي كلنا موتى .. في مكان ما .. منا أو من الآخرين”
“ما أكثر الأحياء في أوطاننالكنهم موتى ..لا شئ ينقصهم سوى كفن القبور يتكلمون ويأكلون ويشربون ويحكمون ..لكنهم موتى”
“خطبه الهندى الاحمر - الجزء الثالث5ونحن نودّع نيراننا، لا نردّ التّحيّة... لا تكتبواعلينا وصايا الإله الجديد، إله الحديد، ولا تطلبوامعاهدةً للسّلام من الميّتين، فلم يبق منهم أحديبشّركم بالسّلام مع النّفس والآخرين، وكنّا هنانعمّر أكثر، لولا بنادق إنجلترا والنّبيذ الفرنسيّ والإنفلونزا،وكنّا نعيش كما ينبغي أن نعيش برفقة شعب الغزالونحفظ تاريخنا الشّفهيّ، وكنّا نبشّركم بالبراءة والأقحوانلكم ربّكم ولنا ربّنا، ولكم أمسكم ولنا أمسنا، والزّمانهو النّهر حين نحدّق في النّهر يغرورق الوقت فينا...ألا تحفظون قليلاً من الشّعر كي توقفوا المذبحة?ألم تولدوا من نساءٍ? ألم ترضعوا مثلناحليب الحنين إلى أمّهاتٍ? ألم ترتدوا مثلنا أجنحةلتلتحقوا بالسّنونو. وكنّا نبشّركم بالرّبيع، فلا تشهروا الأسلحة!وفي وسعنا أن نتبادل بعض الهدايا وبعض الغناءهنا كان شعبي. هنا مات شعبي. هنا شجر الكستناءيخبّئ أرواح شعبي. سيرجع شعبي هواءً وضوءًا وماء،خذوا أرض أمّي بالسّيف، لكنّني لن أوقّع باسميمعاهدة الصّلح بين القتيل وقاتله، لن أوقّع باسميعلى بيع شبرٍ من الشّوك حول حقول الذّرةوأعرف أنّي أودّع آخر شمسٍ، وألتفّ باسميوأسقط في النّهر، أعرف أنّي أعود إلى قلب أٌمّيلتدخل، يا سيّد البيض، عصرك... فارفع على جثّتيتماثيل حرّيّةٍ لا تردّ التّحيّة، واحفر صليب الحديدعلى ظلّي الحجريّ، سأصعد عمّا قليلٍ أعإلى النّشيد،نشيد انتحار الجماعات حين تشيّع تاريخها للبعيد،وأطلق فيها عصافير أصواتنا: ههنا انتصر الغرباءعلى الملح، واختلط البحر في الغيم، وانتصر الغرباءعلى قشرة القمح فينا، ومدّوا الأنابيب للبرق والكهرباءهنا انتحر الصّقر غمًّا، هنا انتصر الغرباءعلينا. ولم يبق شيءٌ لنا في الزّمان الجديدهنا تتبخّر أجسادنا، غيمةً غيمةً، في الفضاءهنا تتلألأ أرواحنا، نجمةً نجمةً، في فضاء النّشيد6سيمضي زمانٌ طويلٌ ليصبح حاضرنا ماضيًا مثلناسنمضي إلى حتفنا، أوّلاً، سندافع عن شجرٍ نرتديهوعن جرس اللّيل، عن قمرٍ، فوق أكواخنا نشتهيهوعن طيش غزلاننا سندافع، عن طين فخّارنا سندافعوعن ريشنا في جناح الأغاني الأخيرة. عمّا قليلتقيمون عالمكم فوق عالمنا: من مقابرنا تفتحون الطّريقإلى القمر الاصطناعيّ. هذا زمان الصّناعات. هذازمان المعادن، من قطعة الفحم تبزغ شمبانيا الأقوياء...هنالك موتى ومستوطناتٌ، وموتى وبولدوزراتٌ، وموتىومستشفياتٌ، وموتى وشاشات رادار ترصد موتىيموتون أكثر من مرّةٍ فى الحياة، وترصد موتىيعيشون بعد الممات، وموتى يربّون وحش الحض”
“مطر ناعم في خريف بعيدو العصافير زرقاء.. زرقاءو الأرض عيد.لا تقولي أنا غيمة في المطارفأنا لا أريدمن بلادي التي سقطت من زجاج القطارغير منديل أميو أسباب موت جديد .مطر ناعم في خريف غريبو الشبابيك بيضاء.. بيضاءو الشمس بيّارة في المغيبو أنا برتقال سلّيب،فلماذا تفرين من جسديو أنا لا أريدمن بلاد السكاكين و العندليبغير منديل أميو أسباب موت جديد.مطر ناعم في خريف حزينو المواعيد خضراء.. خضراءو الشمس طينلا تقولي رأيناك في مصرع الياسمينكان وجهي مساءو موتى جنين.و أنا لا أريدمن بلادي التي نسيت لهجة الغائبينغير منديل أميو أسباب موت جديدمطر ناعم في خريف بعيدو العصافير زرقاء.. زرقاءو الأرض عيد .و العصافير طارت إلى زمن لا يعودو تريدين أن تعرفي وطنيو الذي بيننا_وطني لذة في القيود_قبلتي أرسلت في البريدو أنا لا أريدمن بلادي التي ذبحتنيغير منديل أميو أسباب موت جديد ..”
“مَنْ أَنتَ ، يا أَنا؟ في الطريقاُثنانِ نَحْنُ ، وفي القيامة واحدٌ.خُذْني إلى ضوء التلاشي كي أَرىصَيْرُورتي في صُورَتي الأُخرى. فَمَنْسأكون بعدَكَ ، يا أَنا؟”