“كان يتراءى للحكام السعوديين أن القبضة الحديدية الخضوع الظاهري لسلطان القوة، كافياً لإستمرار الدولة، بل وتوسيع رقعتها.. ورغم أن مظاهر الانشقاق السياسي والديني بادية للعيان حتى تقوم أخرى. ولكن غاب عن أعين الحاكمين أن إمتلاك القوة يختلف عن إمتلاك النفوس، وأن الخضوع الظاهري لا معنى له إن لم يكون هناك ولاء حقيقي لا يعتمد على المال ولا على الترهيب، وقد رأي الوهابيون كيف تحولت عنهم القبائل في نجد والحجاز -حتى قبيلة عنزة التي تدعي العائلة المالكة أنها تنتسب إليها- وكذلك السكان الحضر، بمجرد أن وصلت طلائع القوات المصرية الى ميناء ينبع. بل إن عدداً من الموالين لآل سعود وأعمدة أركانهم، لما رأوا مصالحهم تتعارضمع بقاء آل سعود، إنضموا إلى القوات الغازية، مما جعل المؤرخ إبن بشر يغضب لذلك ويشنع على الفاعلين فعلهم.”
“إن من الحق على الدولة أن تعلم البخلاء كيف يكون الكرم والجود بسلطان القانون، إذا لم يصدر عن يقظة الضمائر وحياة النفوس”
“هناك قواعد لكل لعبة، وإذا كنت تريد كسر القواعد فيجب أن يكون لديك القدرة على الدفاع عن القواعد التي تريد أن ترسيها أنت. إن لم تكن لديك تلك القوة، فعليك الإلتزام بالقواعد التي لا تهدد بقاءك في اللعبة”
“كيف نحيا، كيف نكون بسطاء ولا تنقصنا العبارة؟ لا أفعل شيئاً إلا بالبحث عن الكلمة التي لم تقل سوى مرة واحدة، إن لم تكن الكلمة التي لم تقل أبداً لغاية الآن. كان عليّ أن أبحث عن كلمات كل يوم. حتى على النبيذ غير المعروف لا نستطيع زيادة أي شيء”
“إن النماذج الأصلية العظمى للعقل،الأفكار النقية،تجد أنها منتهكة من قبل الصور الحسية المحض((غير أننا لا نستطيع أن نعيش حياتنا اليومية في عالم من الأفكار النقية الصرف،المصانة بطبقة من التجربة الحسية. إن السؤال الهام ليس كيف نستطيع أن نحافظ على نقاء ملكة التخيل عندنا،و ننأى بها عن ضربات الواقع؟ بل يجب أن يكون: هل في إمكاننا أن نجد طريقة لكي يتعايش فيها الاثنان ؟”
“لقد كان إحتلال الأحساء والقطيف في العهود السعودية جميعهاذا هدف إقتصادي، وفي الدولة السعودية الاولى كان ما يجبى من الأحساء والقطيف من زكوات يفوق جميع مناطق المملكة العربية التي خضعت لحكم الوهابيين. أشار إلى ذلك إبن بشر في معرض تقديراته للزكوات المجبية، وكذلك مؤلف كتاب لمع الشهاب الذين قال: إن الزكاة المجيبة من مناطق الشيعة "الاحساء والقطيف" بلغت ستمائة ألف ريال، في حين لم تزد زكوات بادية نجد عن 400 ألف ريال، والحجاز 200 ألف ريال، و رأس الخيمة وعمان 270 ألف ريال.. وهناك محاصين الأملاك في الاحساء ونجد الحاضرة 300 ألف ريال. وغير المصادرات والزكوات، وضع الحكام السعوديون يومها نظاماً يقضي بموجبه أن يدفع المواطنون الشيعة تحت مسمى "الرقيبة، أو الروسية، أو الجهادية" وتعطى معنى واحداً هو "الجزية" بإعتبار الشيعة غير مسلمين. ولكن الأمراء السعوديين كانوا حريصين على عدم تسميتها بالجزية، وإنما ضريبة الخددمة العسكرية.. لم يكن الوهابيون يردون من الشيعة كفرة بحيث لا يدفعون الزكاة، وقد كان هذا النظام معمولاً به حتى نهاية العشرينات الميلادية من القرن الحالي.”