“إن كلمة يسار في بلادنا وفي كل بلاد العالم وفي قاموسها الأصلى تعني في أقصى حالاتها الوصول إلى العدل بحل جذرى ووسيلة جذرية وذلك بانتزاع رأس المال من أصحاب رأس المال وانتزاع الأرض من أصحابها والمصانع من ملاكها وانتزاع ملكية وسائل الإنتاج من كل يد منتجة، ليكون كل هذا ملكية دلاة لا ملكية أفراد ويكون كل الشعب موظفين في هذه الدولة، وهو ما نسميه عندنا بالتأميم، ومعناه ببساطة أن يحول الحاكم الشعب بأسره وبجرة قلم إلى عبيد سمة لقمتهم جميعاً في يده..ورزقهم في يده..وحريتهم بالتالي في يده، وبذلك يحول الجميع إلى قطيع بلا رأي(.......)وما تلبث أن تنتهى هذه المؤسسة العامة إلى مجتمع من اللامبالاة والكسل وفقدان الهمة والإهمال وسوء الإنتاج ويصبح حالها تماماً مثل حال الأرض الوقف وهو ما نرى صورته حولنا في كل مرافق القطاع العام والنتيجة هبوط الإنتاج في النوع والكم..ثم انقلاب الآية فإذا ما تصوره الفلاسفة اليساريون على أنه حل اقتصادي ينتهي إلى العجز الاقتصادي.(......) ثم إنك لا يمكنك أن تنتزع الأرض من أصحابها والمصانع من ملاكها ووسائل الإنتاج من يد كل منتج دون أن تستخدم الجيش والبوليس وتسجن وتعتقل وتشرج وتضرب بيد من حديد، ومن هنا كان القهر والعنف والنظم القمعية من خصائص اليسار(.......) ثم إنه في بلد صغير مثل مصر لا يمكن أن تفعل هذا من دون أن تعتمد على معونة دولة كبيرة مثل روسيا فتدعو إلى بلدك النوفذ الروسي والأموال الروسية والخبراء الروس ثم ترسف في النهاية في الديون الروسية والضغوط الروسية والشروط الروسية(....)ثم تكتشف بعد فوات الآوان أن روسيا ليست دولة أيدولوجية بقدر ما هي دولة كبرى تتصرف بمنطق الدولة الكبرى ذات المصالح، وأنك أمام استعمار من نوع جديد...استعمار مذهبى عقائدي يؤلب عليك أهلك .. ويحرض الأخ على أخيه والابن على أبيه ويزرع الحقد والحسد والبغض والكراهية في طريقك ويضع لك الشوك في حلقك.ذلك هو المضمون الخافي داخل كلمة اليسار”
“وفي قصة لتولستوي يقول الاقطاعي للفلاح الطامع في أرضه سوف أعطيك ما تشاء من ارضي . تريد عشرة فدادين .. مائة فدان .. ألفا .. لك أن تنطلق من الآن جريا في دائرة تعود بعدها إلى مكانك قبل أن تغرب الشمس فتكون لك الدائرة التي رسمتها بكل ما اشتملت عليه من أرض .. شريطة أن تعود إلى نقطة البدء قبل غروب الشمس أما اذا غربت الشمس ولم تعد فقد ضاعت عليك الصفقة .. ويفكر الفلاح الطماع في دائرة كبيرة تشمل كل أرض الاقطاعي .. وهو مطمع يحتاج منه إلى همة وسرعة قصوى في الجري حتى يحيط بها كلها في الساعات القليلة الباقية على الغروب ويبدأ في الجري وكلما تقدم الوقت كلما وسع من دائرته اغتراراً بقوته وطمعاً في المزيد وتكون النتيجة ان تتقطع أنفاسه ويسقط ميتا قبل ثوان من بلوغ هدفه .. ثم لا يحصل من الأرض الا متر في متر يدفن فيه .. وهذه هي حاجة الانسان الحقيقية من الأرض بضعة أشبار يرقد فيها .. وهو ينسى هذه الحقيقة فيعيش عبدا لأهواء وأطماع وأوهام تضيع عليه حياته.”
“وكان أصدقاؤنا وأهلنا في فلسطين يعيشون وسط كل هذا،وقد قاوموا كل حالة من نقل ملكية الأرض، لكن القرار دائما بيد الحكومة في إستامبول وكان الأتراك في حاجة إلى المال.”
“إن الإسلام اليوم ينبثق من ظروف طاحنة ويولد من تناقضات مهلكة .. ولكنه سيكون أعمق وأكثر ثراءً من إسلام الأمس لأنه سيحتوي على تطور ألف عام من المجتمعات والمعارف والعلوم والفتن والمكاره ..إنه خطوة إلى الأمام عبر نقلة هائلة من البداوة الأولى في قريش إلى حضارة الكمبيوتر والليزر والأقمار الصناعية .. و مثل هذه النقلة تحتاج إلى زعامات مرنة وعقول متطورة و معارف موسوعية لتقدم إلى العالم إسلاماً مستوعباً يضم كل الأجناس في عباءته..و على من يريد أن يخرج بالإسلام إلى العالم أن يخرج به من هذه الدهاليز و يتحرر من هذه الزنزانة ويحطم هذه القيود ويجلو الصدأ الذي ران على العقول ليتألق من جديد صفاء التوحيد وجلال وعمق كلمة " لا إله إلا الله ..”
“من الذي ولد وفي يده قطعة من الذهب؟ ومن الذي مات وفي يده تحويل على الآخرة؟ لقد وسعت الخرافات كل شيء إلا هذا.. فما لنا نتـّـحـِـد في البدء والنهاية ثم نختلف في الوسط.. ذلك لأن بدءنا من طريق الله ونهايتنا في طريق الله.. ولكن الوسط مدرجة بيوتنا ومصنعنا وحوانيتنا..وبكلمة واحدة هو طريق بعضنا إلى بعض”
“في كل لحظة في هذا العالم هناك فجر" ما " يولد .. وفي كل لحظة تستطيع أن تبتكر " فجرك " ، أن تولد من جديد من رحم نومك”
“وما أشبه المال إلا أن يكون آلة من آلات القتل. فإنه يميت أكثر أصحابه موتا شرا من الموت –إلا من عصم الله- موتا يجعل أسماءهم كأنها قائمة على ألواح من العظام النخرة.. ويرسلها كل يوم إلى السماء في لعناتٍ لا عداد لها.. ثم يثبتها في التاريخ آخرا لا بأعيانها ولكن بعددها أو كما تثبت الحكومة في كل سنة عدد البهائم التي نفقت بالطاعون”