“شيئا فشيئا دخلت ثناياى، سارت فى الماضى وعرفت الحاضر. امرأة تسير بثقة وتُؤَدة فى غابة لا تهابها، تجد حجرا فتقلبه كى ترى ما تحته، تقابل وحشا فتمسح عليه بيدها فيسكن وتسأله عن قصته، تصادف طرقات فتطرقها، أشجارا تتسلقها، فواكه تقطفها وقبور موتى تدعو لهم. تجد مركبا فى نهر فتتنزه به، أو بحيرة فتخلع ملابسها وتسبح فيها وتغرى ماءها بجمالها حتى تتعبا وتستلقى على الشاطئ بعدها وتنام. ويوما بعد يوم صارت تعرف الغابة كلها، بحلوها ومرها، وتعرف كى تسير فى أكثر طرقها وعورة دون أن تصاب أو تؤلم صاحبها. وشيئا فشيئا، تركتنى أكتشفها، وفتحت لى حكاياها. ومثلما لم تكن حكاياتى كلها مشرقة لم تكُن هى بلا خطايا. لم تولد فى بلد آخّر، ولم تشقّ طريقها فى عالم مثالى، بل تعاملت مع الأفَّاقين والذئاب. أحيانا نجحَت فى صدِّهم وأحيانا نهشوها وأحيانا استسلمت لهم كى تعيش. لكننا أحبَّ كلانا الآخَر، وحين تحب حقا لن تحتاج إلى أن تغفر الماضى لمن تحب، بل ستحبه بماضيه وأخطائه التى جعلته من هو.”

عز الدين شكري فشير

Explore This Quote Further

Quote by عز الدين شكري فشير: “شيئا فشيئا دخلت ثناياى، سارت فى الماضى وعرفت الح… - Image 1

Similar quotes

“امرأة تسير بثقة وتؤدة في غابة لا تهابها، تجد حجرا فتقلبه كي ترى ما تحته، تقابل وحشا فتمسح عليه بيدها فيسكن وتسأله عن قصته، تصادف طرقات فتطرقها، أشجارا تتسلقها، فواكه تقطفها وقبور موتى تدعو لهم. تجد مركبا في نهر فتتنزه به، أو بحيرة فتخلع ملابسها وتسبح فيها وتغري ماءها بجمالها حتى تتعب وتستلقي على الشاطئ بعدها وتنام.”


“حين تحب حقا لن تحتاج إلى أن تغفر الماضى لمن تحب، بل ستحبه بماضيه وأخطائه التى جعلته منهو”


“حين تحب حقا لن تحتاج إلي أن تغفر الماضي لمن تحب، بل ستحبه بماضيه وأخطائه التي جعلته من هو”


“هناك أعوام تمر فى حياتك ، دون أن يحدث فيها شىء سوى أن تمر. ليس هذا أمراطبيعيا، لكنه معتاد. وحين أنظر الآن إلى هذه الأعوام أشعر بالندم لأنى تركتها تمر هكذا، تضيع. الحقيقة أني كلما فكرت فى حياتى السابقة أفاجأ بأنى لا أندم على شىء فعلته بقدر ما أندم دوما على أشياء لم أفعلها ...”


“وهو يفكر ، كم هو غريب مرض الوالدين ومن فى حكمهم؟! كأننا نأخذ وجودهم وصحتهم على أنها أمرٌ مُسلَّم به ، ومهما تقدم بهم العمر وتدهورت صحتهم نظل ننظر لهم كما كانوا ونحن صغار. وكأن أعراضَ الشيخوخةِ أمرٌ مؤقتٌ ، مثل الزكام. يأتى ونعرف أنه سيذهب ، وإن لم يذهب فهو مجرد مغص ، مجرد تقلص في قدرتهم. وعندما تقل حركتهم ويقل تركيزهم ويزدادون هزالًا ، لا نرى فى ذلك مقدمة لرحيلهم. أحيانًا نُفكر فى هذا الاحتمال بعقولنا ، لكننا لا نشعر أنه شئ يُمكن أن يحدث فعلًا. حتى يُصابون بنوبة مثل هذه. وفجأة تُباغتنا حقيقة أنهم راحلون. إن لم يكن هذه المرة فالمرة التى تليها. ونبكى بحرقة ، وينكسر شيءٌ فينا لا نعرف ما هو ، ونكبر فى العمر فجأةً. كأنهم يخلون لنا مكانًا كنا نتركه لهم. كأنهم يقولون تعالوا ، خذوا مكاننا ، الآن صرتم أنتم الكبار ، أما نحن فذاهبون. لعل هذا أكثر ما يصيبنا بالجزع. هذه هى الساقية التى لا تتوقف : ستأخذكم إلى أعلى ، إلى أعلى أكثر ، ثم تغيبهم وتسحبنا نحن مكانهم ، ثم نتبعهم.”


“وما الثورة إن لم تكن رفقة، فى القلب؟”