“تلجأ أجهزة المخابرات لتعذيب المعتقلين بغية انتزاع الاعترافات،ويحصل هذا عندما يقتنع المحققون أن المتهم يخفي بعض ما يعرف،وهذا لا ينطبق على (باطنيي) سورية فالتعذيب هدف في ذاته. فالاستجواب يأخذ شكله المعروف، أي: التعذيب لانتزاع الاعترافات المطلوبة.وعند الفشل في الوصول لإثبات تهمة ما فالجلاد عادة ما يلجأ إلى التعذيب، والإهانة والقهر بعد ذلك ليس لهما سوى هدف واحد، هو المحافظة على رهبة المكان، الذي يجب أن يحمل الرهبة دائماً في أذهان الناس،لأن هيبة النظاممن رهبة أجهزته القمعية التي يجب المحافظة عليها دوماً!”
“الذين يفرضون التعذيب يريدون أن يحققوا ما هو أكثر من ذلك, يريدون أن يوصلوا الضحية إلى أقصى حالات الضعف والألم ومن ثم التذلل, وحين يفشلون يخيب أملهم, وهذا الفشل إما ينجم عن الضربة القاتلة الخاطئة التي يضربها الجلاد, وإما أن ينجم عن قرار الضحية واختياره الموت .. الموت بلا توجع وتذلل. ولعل "الطريف" في مسألة التعذيب, إن كان في هذا الأمر ما يمكن وصفة بالطرافة, هو أن من أصول لعبة التعذيب أن يتقن الجلاد عمله فلا يتسبب في موت الضحية, الموت الداخلي هو المطلوب وليس الموت الخارجي والجسدي.”
“يبدو أن هذا الكمّ من الحماقة الذي يرقد في قلب الإنسان يجعله يفكر بطريقة حمقاء أوّلا ؛و يدفعه لأن يتجاوز البديهيات بعد ذلك .. و إلى أن يقتنع، و بعد أن يدفع ثمناو غالبا ما يكون كبيرا، و في بعض الأحيان حياته يتعلم .. لكن الوقت يكون متأخر .”
“ولكن التعذيب بالتدريج يتسبب في حدوث تغييرات في المعذِب ذاته إضافة إلى التغييرات التي تحدث للمعذَب، فقد كان القضاء على الخصم يتم بالقتل، ولكن من خلال التعذيب، ومن خلال التخويف، بمعنى تحذير الناس من أن يفعلوا ما يعرضهم للتعذيب, يتم قتل الخصم، والآخرين، من الداخل من دون قتله، أو قتلهم، جسديا.”
“يجب على الإنسان أن لا يخشى من المجهول . لأن كل إنسان قادر على اكتساب ما يريد وما هو ضروري له ، فكل ما نخشاه هو أن نخسر ما نملك ، لكن هذا الخوف يتلاشى عندما ندرك أن صيرورتنا وصيرورة العالم قد خطتها يد واحدة.”
“هناك مكان واحد فعلاً , هو الذي يجب أن نتجه إليه عندما نقف على مفترقات الطرق..ونحن نغفل ذلك فعلاً , دون أن نقصد هذا كله .. نفعله بميكانيكية دون أن نسكنه في معناه والمقصد منه .. نقف على سجادة الصلاة .. نجو موضع معين , هو موضع "القبلة" دون أن نفكر أنها المرفأ , البر , الطريق الذي يشق كل تفرعات الدهاليز , ويأخذك إلى حيث يجب أن تذهب ..”