“فإنْ كانَ قلبكِ يا سيّدتي شيئاً غيرَ القلوب فما نحنُ شيئاً غيرَ النّاس , وَ إنْ كنتِ هندسةً وحدها في بناءِ الحبِّ فما خُلقتْ أعمارنا في هندستكِ للقياس , وَ هبي قلبكِ خُلقَ " مربّعاً " أفلا يسعنا " ضلعٌ " من أضلاعه , أوْ " مدوّراً " أفلا يُمسكنا " محيطه " في " نقطة " منْ انخفاضه أو ارتفاعه , وَ هبيه " مثلّثا " فاجعلينا منهُ بقيّةً في " الزّاوية " أو " مستطيلاً " فدعينا نمتدُّ معه وَ لوْ إلى ناحية ...!”
“في بعدِك لا أشعرُ بالزّمنِ يفنى من السّاعاتِ وَ الأيّامبل منّي وَ منْ حياتي ، فأنا مِنْ بعدِك أذوب ، أذوبُ فناءً ، أي أذوبُ شوقاًوَ أفنى صبراً وَ عمراً بينَ كلِّ ساعةٍ وَ ساعة !”
“إنّ الحزن الذي يجيء من قبل العدوّ يجيء معه بقوّة تحمله وَ تتجلّد له وَ تكابر فيه ؛ وَ لكنْ أينَ ذلك في حزنٍ مبعثه الحبيب ؟وَ من أينَ القوّةُ إذا ضعفَ القلب !؟”
“وَ أنا إن فعلتُ شيئاً لأحدهمْ، لا أفضّل أن يقولَ لي شُكراً ولا أي مسمّىً يُشبهها..أنا فقطْ أُريدُ أن أرى في عينيه فرحاً بسببي، وَ هذا يكفيني،يكفيني جدّ”
“وَ متى كانت النفس فارغةً كان تفكيرها مضاعفة لفراغها ، فهي تفرُّ منه إلى ما يلهيها عنه ؛ وَ لكنّ العظيم يعيش في امتلاء نفسه ؛ وَ عالمه الداخلي تسمّيه اللّغة أحياناً : الفكرة ؛ وَ تسمّيه أحياناً : الصمت !”
“وَ لقد يكون في الدنيا ما يغني الواحدَ منَ النّاس عن أهل الأرض كافّة ، وَ لكنّ الدّنيا بما رَحُبتْ لا يمكنُ أبداً أنْ تغنيَ محبّاً عنِ الواحد الذي يحبُّه ..هذا "الواحد" لهُ حسابٌ عجيبٌ غيرُ حسابِ العقل ، فإنَّ الواحدَ في الحساب العقليّ : أوّلُ العدد , أمّا في الحساب القلبيّ فهوَ أوّلُ العدد وَ آخرِه ، ليسَ بعدهُ آخر إذْ ليسَ معه آخر!”