“فالعقل المستنير.غواص ماهر.وصائد للؤلؤ.مستوعب لزمانه.مقبل على ربه.مدرك لما يموج حوله من مناهج وثقافات.شديد الاعتصام والارتباط والتعلق بالقرآن الكريم.يتدبره.ويتفكر فيه.ويلتفت إلى إشاراته.ويعرف دروبه ومسالكه في الهداية.ويمدد منه الجدوال والأنهار والأفكار والأطروحات والمناهج والبرامج التي تسعف كل فرد في هذا المجتمع، مهما كانت مهنته، أو حرفته، أو اختصاصه.ويستخرج من القرآن لكل واحد من هؤلاء هداية تخصه، وتنير طريقه، بعد أن تستوعب مشكلاته وأزماته.”
“وأن كل شخص في هذا العالم مهما كانت له من علاقات طيبة وحميمية فإنه لا يواجه مصيره إلا وحيدا ومعزولا، وبإستعداد فطري للإكتئاب والبكاء على النفس ، وأن لا أحد ، أبدا ، لا أحد ، يحقق سعادته بسبب الآخرين مهما كانوا قريبين منه، وأحباء. لا تتحقق أي لحظة سعادة كثيفة أو هشة إلا من خلال التفاصيل التي نعثر عليها في دواخلنا.”
“اننا نريد من كل واحد منا أن يفكر هل يمكن أن يقدم نموذجاً في الحفاظ على الوقت أو النهم في القراءة, أو الحرص على صلاة الجماعة أو في الصدق أو التواضع أو خدمة الالاخوان أو بر الوالدين أو الغيرة على حرمات الله تعالى أو نصح المسلمين؟”
“فكر واحد يجيئك في سكينة الليل ويسير بك إلى المجد أو إلى الجنون. نظرة واحدة من أطراف أجفان امرأة تجعلك أسعد الناس أو أتعسهم. كلمة واحد تخرج من بين شفتي رجل تصيرك غنياً بعد الفقر أو فقيراً بعد الغنى.”
“من الخطأ أن تحكم على تيار بموقف فرد فيه ... أو تحكم على فرد بموقف التيار الذي ينتمي إليه في العموم”
“الاختلاف في الحقيقة الواحدة، إن كثر، دلّ على بعد إدراك جملتها، ثمّ هو إن رجع لأصل واحد، يتضمن جملة ما قيل فيها كانت العبارة عنه بحسب ما فهم منه، وجملة الأقوال واقعة على تفاصيله. واعتبار كلّ واحد له على حسب مثاله منه علماً، أو عملاً، أو حالاً، أو ذوقاً، أو غير ذلك. والاختلاف في التصوف من ذلك، فمن ثمّ ألحق الحافظ أبو نعيم رحمه الله بغالب أهل حليته عند تحليته كلّ شخص، قولاً من أقوالهم يناسب حاله قائلاً: وقيل إنّ التصوف كذا. فأشعر أن من له نصيب من صدق التوجه، له نصيب من التصوف، وأن تصوف كلّ أحد صدق توجهه، فافهم.”