“إن للسجين عينا أخرى يرى بها العالم، لا يعرفها من لم يجرب تجربة هؤلاء”
“الشعب المتحضر بالفعل لايقبل الاستبداد.. ويضع السلطة تحت قانون الرقابة..فقط في الشعوب المتخلفة السلطة فوق القانون.”
“إن تهاون الناس في الأخذ بحريتهم يوردهم موارد الشر والموت والهزيمة، أو الإيقاف عن صعود سلم الرقي البشري، والبقاء في مهاوي الجهل والتبعية، لقد كان من أهم أسباب الشر الذي تعرضت له ألمانيا على يد هتلر أنها تهاونت في الأخذ بحريتها في العشرينيات والثلاثينيات حتى استعبدها النازيون الألمان.”
“التشوه والتشويه الغربي للحياة البشرية لن يكون ظاهر الفساد، ولا مقدوراً على مواجهته، ما لم تقم صور أخرى عادلة، في عالم الأفكار والأفهام أولاً، ثم في عالم السلوك والعمل ثانياً، حتى إذا رأى العالم خيراً من الموجود، فسيقتنع الجميع فعلاً ببؤسه وبسوء حاله، فلو لم تقم قوة ضاربة في وجه هتلر وعصابته النازية لكان هو النموذج الحضاري المختار للبشرية، ولبقيت النازية ولو ردحاً من الزمن هي النموذج للتطور والحرية ومهوى قلوب كثيرين من الناس.”
“إن المظالم التي تواجه المسلمين تدفعهم للتنبؤ بمستقبل قادم أحسن، وهو شعور فطري صحيح، يدفع المظلوم إلى الانتصاف، والظالم إلى التعقل. ألا ترى السجين عندما يوصد في وجهه باب الزنزانة ينفتح له تاريخ الخروج؟”
“.. والمرونة أقوى من القسوة والجفاف والجمود وتصلب العقول والأبدان. ألم تر للنبات الصغير المرن يلتف على الصخور والطبقات القاسية من الأرض ليخرج للحياة وللهواء ولضوء الشمس، ويصنع الثمار والنفع والجمال في الكون. تلك هي مرونة الإسلام في بدئه، حيث لا يتكبر على الواقع ولا يتجاهله ولا يعتسف المواقف، ولكنه يتعامل معه كما هو ويعترف به، ويسخر كل مؤسساته وقوته لدربه القاصد الجديد”