“وها هي قمة إفرست نحوم حولها ونصعد رويدا رويدا، إننا نرتقيها ونتعلق، نحدق مذهولين. تشبه هرما رماديا سرمديا موشى بالثلوج بين القمم الناصعة. أُمعِن. ثمة هالات من النور تحيط شفيفة خفيفة بقمة الهرم. أتراه وهم روحي، أم زيغ بصري، أم ارتداد ضوء الشمس عن مرايا أصفى ثلوج الأرض؟ لا أدري، ولن أدري. الذي أدريه يقينا أن مَن يصعد إلى هذا المرتقى يوما، لا يعود كما كان قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبدا إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنونا، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي، وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه البشر أو لم يلوثوه بعد.”