“الحاسة صفر0000 من كان بوسعه أن يخرجني من الموت؟ "حين يصمت النَّاس، يصبح العالم بأمسِّ الحاجة إلى تصفيقك أنت، لماذا تصمت حين يصمتون؟ لماذا تصمت في الوقت الَّذي يكون العالم بأمسِّ الحاجة إلى تصفيقك أنت؟ لماذا تصمت؟ حين يسقط النَّاس، يصبح العالم بأمسِّ الحاجة إليك كي تمدَّ يدك لهم وترفعهم للأعلى. الكون بحاجة دائماً إلى رجلٍ واحد، رجلٍ واحد هو الَّذي يغيِّر دائماً وجه الكون، هكذا، حين ملأت الظُّلمة الغابة ذات يوم وكان على النَّاس أن يعبروا الغابة إلى الطَّرف الآخر، وجدت رجلاً واحداً فقط مستعدَّاً للتَّضحية، نزع قلبه من بين ضلوعه وأنار به الطَّريق، وسار بهم حتَّى عبروا الغابة، ومات، ذلك الرَّجل هو دائماً أنا!". هكذا كتب وحيد في دفتره الصَّغير بخطٍّ دقيق ذات يوم بعد خروجه من بيروت، قرأت ما خطَّت يداه فتذكَّرته، وبكيت... أي وحيد، أين أنت؟ بكيته وأنا أتذكَّر نفسي. كم سقطتُ في بئر الهزيمة! كم صمتُّ في بئر الهزيمة، كم صغُرت! كيف يمكن لي أن أُصفِّق، كيف يمكن لي أن أخرج من بئر الهزيمة؟ كان عليَّ أن أجد طريقة في زمان الصَّمت والاستسلام والسُّقوط كي أقف على قدميَّ. لكنَّ الدُّنيا كانت قد أغلقت أبوابها في وجه من هم مثلي، كان عليَّ أن أنتزع قلبي من بين ضلوعي وأسير به أمام النَّاس كي أُضيء الطَّريق، كيف؟ كنت أتساءل في زمن الردَّة، زمن السُّقوط . .”