“يظن وعاظ السلاطين أن العدل أمر بسيط. فهو في رأيهم فكرة تخطر ببال الإنسان فيحققها. ولذا فهم يعظون ويعظون إلى ما لا نهاية له. هذا مع العلم أن الظلم باقٍ، والدنيا سائرة على مجراها القديم.إن العدل ليس نتيجة الفكر المجرد وحده، كما كان يتصور أفلاطون رضي الله عنه. إنه بالأحرى نتيجة التفاعل المستمر بين المظلوم والظالم.”
“إن التقدم يكلف المجتمع غالياً. فهو ليس فكرة مجردة تراود أذهان الفلاسفة. إنه بالأحرى نتيجة التفاعل والتصادم المرير بين قوى المحافظة وقوى التجديد. ولو كان الناس كلهم محافظين خاضعين لجمد المجتمع بهم ولاصبح كمجتمع النمل والنحل تمر عليه ملايين السنين وهو واقف في مكانه لا يتقدم.”
“إن العدل لا يتأتى إلى إذا توازنت قوى الخصوم المتضادة. وكلما تعادلت هذه القوى كان هذا أدعى إلى العدل و أكثر قربا منه. ومعنى هذا أن العدل صيرورة إجتماعية أكثر مما هو فكرة مطلقة.”
“على هذا المنوال تدور الدنيا في هذا البلد الأمين!المشكلة هي أن المظلوم في هذا البلد لا يستطيع الافصاح عن نفسه، بينما فتحت أبواب الكتابة والخطابة على مصراعيها لمن يريد أن يتكلم من المترفين والمتفيقهين والحالمين.فترى المظلوم ساكتاً والظالم ينطق. وبهذا صعب علينا أن ندرك المدى الذي وصل إليه الشعب المنكوب في تألمه وحرمانه.”
“ففي رأى الجاحظ : أن آراء الإنسان وعقائده ليست إرادية بل هي مفروضة عليه فرضاَ وأنها نتيجة حتمية لكيفيه تكوين عقله وما يعرض عليه من الآراء فمن عرض عليه دين فلم يستحسنه عقله فهو مضطر إلى عدم الاستحسان وليس في الإمكان أن يستسحن وهو إذن ليس مسئولا عن اعتقاده، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فمن أصيب بعمى الأوان فرأى الأحمر أسود فلا لوم عليه في ذلك .إذ ليس في استطاعته إلا أن يفتح عينيه أو يقفلها أما أن يرى هذا اسود أو أحمر فلا دخل له فيه. وكذلك الشأن في المعقولات”
“هناك فرق كبير بين المشعوذ و المصلح . فالمشعوذ ينشد الجاه بين قومه ، وهو لا يبالي أن يكونوا على حق أو باطل. إنه يتظاهر بحب الإصلاح، ولكنه يحب مع ذلك أن يتصدر في المجالس و أن يقوم الناس له إجلالاً. ومعنى هذا أنه طالب جاه طالب إصلاح”
“يعتقد هيجل أن تطور الفكر البشري بوجه عام يجري على أساس التناقض . فكل فكرة تنتشر بين الناس لابد أن نعقبها فكرة مناقضة لها . وبعد أن يجري التضاد والتفاعل بين الفكرة ونقيضها , تنشأ فكرة وسطى . وهي تؤدي بدورها إلى ظهور ما يناقضها وقد أطلق عليها اسم الديالكتيك”