“إن رأيت شاعرًا من الشعراء، أو عالمًا من العلماء، أو نبيلاً في قومه، أو داعيًا في أمته، قد انقسم الناس في النظر إليه وفي تقدير منزلته، انقسامًا عظيمًا وانفرجت مسافة الخلف بينهم في شأنه، فافتتن بحبه قوم حتى رفعوه إلى رتبة الملك، ودان ببغضه آخرون حتى هبطوا به إلى منزلة الشيطان فأعلم أنه رجل عظيم”
“إن العظيم عظيم في كل شيء حتى في أحزانه وآلامه”
“الدُعاة أحوج النّاس إلى عزائم ثابته وقلوب صابرة، على احتمال المصائب والمحن التي يلاقونها في سبيل الدعوة، حتى يبلغوا الغاية التي يريدونها أو يموتوا في طريقها .”
“الْخُلُق: هو الصرخة التي يصرخها الشجاع في وجه من يجتريء على إهانة وطنه، أو العبث بكرامة قومه.”
“والهفوة التي يهفوها الرجال والنساء جميعا في مسألة الزواج أنهم يتساءلون عن كلِّ شيءٍ من جمالٍ أو مالٍ، أو خُلُقٍ أو ذكاءٍ أو علمٍ أو عفةٍ أو أدب، ويغفلون النظر في ملاك روح هذه الأشياء جميعها، وهي الوحدة النفسية للزوجين، فالنفس نفسان: "مادية" تقف عند مظاهر الحياة ومراثيها، و "روحية" تتغلغل في أعماقها وأطوائها.أصحاب النفس الأولى: هم المتبلدون الذين يدورون في الحياة حول محور أنفسهم، وإذا أُعجبوا بشي من المناظر أعجبوا من حيث قيمته ومنفعته لا من حيث بهائه ورونقه.أما أصحاب النفس الثانية: هم أصحاب الملكات الشعرية الذين صفت أنفسهم، فأصبحت كالمرائي المجلوة فيتراءى فيها العالم بما فيه من خير أو شر، يفرحون لخيره، ويحزنون لشره.- رواية مجدولين (بتصرّف)”
“أعجب ما أعجب له في شؤونكم أنكم تعلمتم كل شيء، إلا شيئاً واحداً هو أدنى إلى مدارككم أن تعلموه قبل كل شيء، وهو أن لكل تربة نباتاً ينبت فيها، ولكل نبات زمناً ينمو فيه.رأيتم العلماء في أوروبا يشتغلون بكماليات العلوم بين أمم قد فرغت من ضرورياتها، فاشتغلتم بها مثلهم في أمة لا يزال سوادها الأعظم في حاجة إلى معرفة حروف الهجاء.ورأيتم الفلاسفة فيها ينشرون فلسفة الكفر بين شعوب ملحدة، لها من عقولها وآدابها ما يغنيها بعض الغناء عن إيمانها، فاشتغلتم بنشرها بين أمة ضعيفة ساذجة لا يغنيها عن إيمانها شيء، إن كان هناك ما يغني عنه.ورأيتم الرجل الأوروبي حراً مطلقاً يفعل ما يشاء ويعيش كما يريد، لأنه يستطيع أن يملك نفسه وخطواته في الساعة التي يعلم فيها أنه قد وصل إلى حدود الحرية التي رسمها لنفسه فلا يتخطاها، فأردتم أن تمنحوا هذه الحرية نفسها رجلاً ضعيف الإرادة والعزيمة، يعيش من حياته الأدبية في رأس مُنحدرٍ زَلقٍ إن زلّت به قدمُه مرة تدهور من حيث لا يستطيع أن يستمسك، حتى يبلغ الهوّة ويتردى في قرارتها.ورأيتم الزوج الأوروبي الذي أطفأت البيئة غيرته.. وأزالت خشونة نفسه وحُرْشَتَهَا ، يستطيع أن يرى زوجته تخاصر من تشاء، وتصاحب من تشاء، وتخلو بمن تشاء، فيقف أمام ذلك المشهد موقف الجامد المتبلد. فأردتم الرجل الشرقي الغيور الملتهب أن يقف موقفه، ويستمسك استمساكه!.. إن كل نبات يزرع في أرض غير أرضه، أو في ساعة غير ساعته، إما أن تأباه الأرض فتلفظه، وإما أن ينشب فيها فيفسدها.”
“اطلب السعادة في الحقول والغابات ، والسهول والغابات ، والسهول والجبال ، والأغراس والأشجار والأوراق والأثمار ، والبحيرات والأنهار ، وفي منظر الشمس طالعةً وغاربة ، والسحب مجتمعة ومتفرقة ، والطير غادية ورائحة ، والنجوم ثابتةُ وسارية ، واطلبها في تعهد حديقتك ، وتخطيط جداولها ، وغرس أغراسها ، وتشذيب أشجارها ، وتنسيق أزهارها ، وفي وقوفك على ضفاف الأنهار ، وصعودك إلى قمم الجبال ، وانحدارك إلى بطون الأودية والوهاد وفي إصغائك في سكون الليل وهدوئه إلى خرير المياه ، وصفير الرياح ، وحفيف الأوراق ، وصرير الجنادب ، ونقيق الضفادع ، واطلبها في مودة الإخوان وصداقة الأصدقاء ، وإسداء المعروف وتفريج كربة المكروب ، والأخذ بيد البائس المنكوب .. ففي كل منظر من هذه المناظر ، أو موقف من هذه المواقف ؛ جمال شريف طاهر يستوقف النظر ، ويستلهي الفكر ويستغرق الشعور ، ويحيي ميت النفس والوجدان ، ويملأ فضاء الحياة هناءً ورغداً .”