“إن من يتوهم أن إزالة الدين من المجتمعات تؤدي إلى السلام والأمن واهم، بشهادة التاريخ، ولذا فأي جهد يبذله المناضلون الشرفاء، الذين لا يعتنقون أي عقيدة دينية، في مناهضة الدين جهد لن يؤتي ثماراً، ولن يغير في الأمور شيئاً، والأجدر بالمخلصين أن يوفروا جهدهم هذا في الوجهة الصحيحة: مناهضة الاستعمار مباشرة والبحث عن القواسم المشتركة بينهم وبين كل من يقفون مواقفهم الشريفة هذه، ومن ضمنهم طبعاً المتدينون المجاهدون الذين يقاتلون الاستعمار والصهيونية.”
“فاحذروا مخلفات الاستعمار . .احذروا هذا الصنف من الناس الذي احتل الاستعمار قلوبهم وعقولهم ، ولم يخرج منها إلى الآن . .احذروا هذا الصنف الذي يكره دينه ، لأن الاستعمار بغضه إليه . .ويجهل تعاليمه ، لأن الاستعمار صرفه عنها . .ويثرثر بكلمات في الإصلاح ، وفي القضايا العامة ، لا وزن لها ، ولا قيمة ، لأنه ببغاء يحسن الترداد و لا يعقل شيئا . .إنه عبد ، في صورة حر . .وذنب ، في سمت سيد . .وجاهل ، في إهاب متعاقل . .احذروا هذا الصنف وإنكم لواجدوه في كل مكان . .إن التحرر الحقيقي أن نغسل بلادنا من أدران الاستعمار بعد أن يجلو الاستعمار عن كل شبر فيها . . .”
“ومن أطرف المؤسسات الخيرية (في عهد نور الدين زنكي) وقف الزبادي للأولاد الذين يكسرون الزبادي وهم في طريقهم إلى البيتفيأتون إلى هذه المؤسسة ليأخذوا زبادي جديدة بدلاً من المكسورة .. ثم يرجعوا إلى أهليهم وكأنهم لم يصنعوا شيئاً”
“يقول أوجست كونت: إن العالم انتقل من الدين إلى العلم، وأظن أنه فاته أن يختم هذه الحلقة بالرجوع إلى الدين في النهاية”
“إنهم يحاربون هذا النظام لأنه حين يقوم سيطارد الاستعمار كما يطارد الشيوعية و لن يسمح لأي لون من ألوان الاستعمار تحت أي اسم، و تحت أي ستار أن يعيش في هذا الوادي، و لا في الوطن الإسلامي كله؛ لهذا هم يحاربون هذا النظام العادل الكامل الذي يستمتع بحمايته و عدله أتباع ديانته و مخالفوه على السواء.”
“غير أن هذا التجاه التعس إن دل إنما يدل علي أن الاستعمار الصهيوني القمئ يأتي ضد كل تيار التاريخ -حتي التاريخ الرجعي , حتي تاريخ الاستعمار نفسه- و أنه من ثم محكوم عليه قبلا و بحتمية التاريخ بأنه ولد ليموت”