“لو أنّكم قضيتم على كل من يتدين بدين غير دينكم، حتى أصبحت رقعة الأرض خالصة لكم ، لانقسمتم على أنفسكم مذاهب وشيعا، ولتقاتلم على مذاهبكم، تقاتل أرباب الأديان على أديانهم حتى لا يبقى على وجة الأرض مذهب ولا متمذهب .”
“إنّا لا نخافُ الانتحار إلا لأنّا نحب الحياة، ولا نحبُّها على ما هي حافلةٌ به من الكوارث والمِحَنْ إلا لأنّنا جُهلاء أغبياء، نطمع في غير مطمع ونرجو ما لا يمكن أن يكون، فمثلنا في ذلك كمثل لاعب القمار يزداد طمعاً في الربح كلما زاد خسارة، فلا يزالُ يخسر ولا يزال يطمع، حتى تصفر يده من كل شيء.مجدولين”
“لقد هانَ على النّاس أمر الكذب، حتى إنّك لتجد الرجل الصادق، فتعرض على الناس أمره، وتطرفهم بحديثه كأنك تعرض عجائب المخلوقات وتتحدث بخوارق العادات”
“لا يظلم الله عبداً من عباده ، ولا يريد بأحدٍ من الناس في شأنٍ من الشؤون شراً ولا ضيراً، ولكن الناس يأبون إلا أن يقفوا على حافة الهوةَّ الضعيفة فتزلُّ بهم أقدامهم، ويمشوا تحت الصخرة البارزة المشرفة فتسقط على رؤسهم.”
“الوطنية لا تزال عملًا من الأعمال الشريفة المقدّسة حتى تخرج عن حدود الإنسانية, فإذا هي خيالات باطلة وأوهام كاذبة, والدين لا يزال غريزةً من غرائز الخير المؤثرة في صلاح النفوس وهداها حتى يتمرّد على الإنسانية وينابذها, فإذا هو شعبة من شعب الجنون.”
“النفس الإنسانية كالغدير الراكد الذي لا يزال رائقًا حتى يسقط فيه حجر فإذا هو مستنقع كدر، والعفة لون من ألوان النفس لا جوهر من جواهرها، وقلّما تثبت الألوان على أشعة الشمس المتساقطة”
“ليس معنى الوجود في الحياة أن يتخذ المرء لنفسه فيها نفقا يتصل أوله بباب مهده وآخره بباب لحده ثم ينزلق فيه انزلاقا من حيث لاتراه عيم ولاتسمع دبيبه أذن حتى يبلغ نهايته كما تفعل الهوام والحشرات والزاحفات على بطونها من بنات الأرض، وإنما الوجود قرع الأسماع، واجتذاب الأنظار، وتحريك أوتار القلوب، واستثارة الألسنة الصامتة،وتحريك الأقلام الراقدة، وتأريث نار الحب في نفوس الأخيار، وجمرة البغض في قلوب الأشرار، فعظماء الرجال أطول الناس أعمارا وأن قصرت حياتهم، وأعظمهم حظا في الوجود وأن قلت على ظهر الأرض أيامهم.”