“فعل اليقظة يضاهي في لذته متعة الدخول في عالم الاستسلام للنوم الكامل , اليقضة نهضة من موت وشيك , و النوم استسلام للعتمه و المجهول الذي لا مفر منه .”
“لماذا يطلقون اسم (الحراقة) على كل مهاجر في المغرب العربي , ليس كما يعتقد البعض أن جثث الغرقى المهاجرين تحرق على شواطئ أوربا .. لا أبداً ,بل لأنهم يتمثلون بطارق بن زياد , أجل لا تستغرب ! ذاك البطل الأسطوري في مخيلتنا أحرق وراءه السفن و هو يدخل إسبانيا فاتحاً , نحن المهاجرين نحرق خلفنا تاريخنا الشخصي , ليس لدينا ما يثبت أن أسمي الأخضر أو الأيمن أو المهدي , سم ما شئت نفسك , نحرق ذاكرة و ماضياً و تاريخاً , ولا تنس المؤهلات , نحرقها ولم نعد نملكها من الآن فصاعداً , ندخل أوربا جثثاً أحياء كنا أو أمواتاً سيان , نحن مجرد جثث متحركة تتنفس , تأكل , تشرب , و تقوم بأي عمل مقابل الأمان الممنوح لنا في خيام تشبه مخيمات اللاجئين بل هي كذلك ! نحن الحراقة يا سيدي إذا وصلنا الشاطئ الآخر علينا أن ننسى لغتنا أيضاً و نفكر بعاداتنا و تقاليدنا , و إلا لن نكون إلا مشروع إرهابين جدد بالنسبة لهم .”
“بعض المدن تبدو منتجة للضجر و السأم , في الحين ذاته لابد أن تجد فيها أمكنة أو زوايا منتجة للحياة و الكلام , أمكنة حميمية دافئة .”
“يبدو أن أحدنا عندما يشعر أنه يحب أحداً لا يمكن أن يفكر في الحرية أبداً”
“كل صحو يترافق مع فنجان قهوة دعوة للحياة و الصخب”
“فأما الساعة فهي الموعد المرتقب للجزاء الكامل العادل، الذي تتوجه إليه النفوس فتحسب حسابه؛ و تسير في الطريق و هي تراقب و تحاسب و تخشى الانزلاق.. و الله سبحانه يؤكد مجيئها: (إن الساعة آتية) و أنه يكاد يخفيها. فعلم الناس بها قليل لا يتجاوز ما يطلعهم عليه من أمرها بقدر ما يحقق حكمته من معرفتهم و من جهلهم.. و المجهول عنصر أساسي في حياة البشر و في تكوينهم النفسي. فلا بد من مجهول في حياتهم يتطلعون إليه. و لو كان كل شيء مكشوفا لهم - و هم بهذه الفطرة - لوقف نشاطهم و أسنت حياتهم. فوراء المجهول يجرون. فيحذرون و يأملون، و يجربون و يتعلمون. و يكشفون المخبوء من طاقاتهم و طاقات الكون من حولهم؛ و يرون آيات الله في أنفسهم و في الآفاق؛ و يبدعون في الأرض بما شاء لهم الله أن يبدعوا.. و تعليق قلوبهم و مشاعرهم بالساعة المجهولة الموعد، يحفظهم من الشرود، فهم لا يدرون متى تأتي الساعة، فهم من موعدها على حذر دائم و على استعداد دائم. ”
“أنا كيفَ لا أهواهُ ؟ والحبُّ اشتعالُ الروحِ مذ بدأتْ تخاليقُ النطفْ حتّى النخيلُ يحنُّ لو يدرِ النخيلُ لشدّهُ من ثوبهِ حينَ ارتجَفْ يبكي إليهِ الجذعُ منكسراً وكَمْ في صدريَ المشتاق من جذعٍ نزَفْ ! لو لم يكن في الأرضِ إلا خطوهُ لكفى الجياعَ قليلُ أوراقِ السعفْ ! لو أنّهم يدرونَ ؟ كم من غيمةٍ هرعت إليهِ تظلّهُ حين انعطَفْ كيف استطال سجودهُ , خوفاً عليهِ من الوقوعِ صغيرُ ابنتهِ الأخَفْ ترك الحسينَ وقد تعلّقَ فوقَهُ خشيَ الوقوفَ وقد أظنّوه أزفْ لكنّهُ القلبُ الذي في جوفهِ رجلٌ على كلِّ الخليقةِ قد عطفْ ماذا أقولُ لهُ : حبيبي ؟ بلْ أرقُّ عليَّ حين أضيقُ من مطرٍ ندَفْ ولكَم أتوقُ لرشفةٍ من كفّهِ يروى الفؤادُ إذا براحتهِ ارتشفْ !”