“يقوم خضوع الفرد كوسيلة للغايات الاقتصادية على اساس خصائص متفردة لنمط الانتاج الرأسمالي, الذي يجعل تراكم رأس المال غرض وهدف النشاط الاقتصادي. ان الانسان يعمل من اجل الربح, لكن الربح الذي يحققه الفرد يتم لا لكي يجري انفاقه بل لكي يجري استثماره كرأس مال جديد, هذا الرأس مال المتزايد يحقق ارباحا جديدة تستثمر من جديد وهكذا في حلقة دائرية. لقد كان هناك بالطبع دائما رأسماليون ينفقون المال من اجل الترف او كـ "فشخرة", ولكن الممثلين الكلاسيكيين للرأسمالية يستمتعون بالعمل لا بالانفاق. هذا المبدأ الخاص بمراكمة رأس المال بدلا من استخدامه في الاستهلاك هو مقدمة الانجازات الهائلة لنظامنا الصناعي الحديث. لو لم يكن لدى الانسان نظرة التقشف الى العمل والرغبة في استثمار عمله بهدف تطوير القوى الانتاجية للنظام الاقتصادي, ما كان ليتم اطلاقا تقدمنا في السيطرة على الطبيعة, ان نمو قوى الانتاج هذا للمجتمع هو الذي سمح لاول مرة في التاريخ تصور مستقبل يكف فيه الصراع المتصل به من اجل اشباع الحاجات المادية. ومع هذا , بينما مبدأ العمل من اجل مراكمة رأس المال ذو قيمة هائلة موضوعيا لتقدم البشرية, فقد جعل الانسان - من الناحية السيكولوجية- يعمل من اجل اغراض تعلو النطاق الشخصي, جعلته خادما للآلة التي صنعها, ومن ثم قد اعطته شعورا باللاجدوى والعجز الشخصيين.”
“ليس من العجيب ان يختلف الناس في ميولهم واذواقهم ولكن بالاحرى العجب ان يتخاصموا من اجل هذا الاختلاف”
“الصراع في الوطن العربي لم يكن في القرن الماضي ولا في هذا القرن صراعاً بين قوى التجديد وقوى التقليد وحدها ، بل أخذ الصراع ومازال يأخذ مظهراً آخر مزدوجاً ومعقداً هو الصراع ضد الغرب ومن أجله في آن واحد : ضد عداونه وتوسعه من جهة ، ومن اجل قيمة الليبرالية ومظاهر التقدم فيه من جهة ثانية”
“كل انسان مجنون بفكره واحده يهيم علي وجهه كي ينفذها..هناك اناس لا يسعدهم المال واناس لا يسعدهم سوي المال...هناك من يموتون من اجل الحب ومن يموتون دون ان يسمعوا عنه ...”
“يجب على الانسان ان يناضل من اجل احلامه ولكن يجب ان يعرف ان بعض الطرق عندما تبدو مستحيلة فمن الافضل الاحتفاظ بالطاقة من اجل السير فى طرق اخرى”
“والقول بان الانسان لا يجب ان يخضع لاي شيء سوى نفسه لا ينكر كرامة المثل. بل العكس, انه اقوى تاكيد للمثل. وعلى اية حال يضطرنا هذا الى تحليل نقدي للمثال. بصفة عامة الانسان معرض اليوم الى افتراض ان المثال هو اي هدف لا تضمن تحقيقه اي كسب مادي وهو شيء يكون الشخص مستعدا من اجله للتضحية بكل الغايات الانانية. وهذا مفهوم سيكولوجي محض للمثال ولهذا فهو مفهوم نسبي. من وجهة النظر الذاتية هذه يكون للفاشستي الذي ينساق برغبة اخضاع نفسه لقوة اعلى وفي الوقت نفسه يتسير بالقوة على الآخرين, مثال شأنه في هذا شأن الانسان الذي يناضل من اجل المساواة والحرية الانسانيتين. وعلى هذا الاساس لا يمكن اطلاقا حل مشكلة المثل.”