“الدرب الوحيدة التي تمنيت ان اسير فيها كانت ضيقة و عليها لافتة تقول : طريق لا توصل الى اي مكان ... تجنبها !!”
“لا يهمني ان تقول لي كلمات مكررةلا جديد في اللغةلكنني استطيع ان اميز نبض الكلمة وشرارتهاواستطيع ان اميز بين لغة ممدودة على ارض الصباحمثل الاسلاك الكهربائية التي لم توصل بعدوبين شبكة من الشرايين والاعصابلها شكل كلماتفقل لي كلماتك القديمة كلهاقل لي كلمة قلتها لامرأة سوايولكن قلها وانت نصف نائم ، نصف يقظانوقلها بحرارةكحرارة جسدك لحظة اليقظة الاولى”
“تمر بك أيام تشعر فيها بأن كل شيء يثقل على صدرك، الذين يحبونك و الذين يكرهونك و الذين يعرفونك و الذين لا يعرفونك. تشعر بالحاجة الى أن تكون وحيداً كغيمة. أن تعيد النظر في أشياء كثيرة. أن تعود الى ذاتك مشتاقاً لتنبشها و تواجهها بعد طول هجر. أن تفجر كل القنابل الموقوتة التي تسكنك.”
“لست واثقة ان كنت قد بكيت أم لا .. كنت أبكي بمسامي .. كل حبة عرق كانت دمعة محمومة عمياء أضاعت طريقها الى عيني ..”
“فيما مضى كلما افترقنا كنت أموت قليلا .. و أرمم جسوري الكرتونية مع مدينة الكرنفالات حولي و ألاطف أقنعة صبحي و معارفي هذه المرة كنت أعرف ان الفراق نهائي ، و ان علي ان انبش قناعي العتيق واطبع بطاقات الدعوة الى كرنفالي الجديد الحزين”
“بومة تتزلج على الألفية الثالثةاعطاني مرهما من الازهار و الاعشاب السحرية لأدلك قلبيبه حين أنزلق إلى الألفية الثالثةقال انه مثل مراهم العشاق في احدى مسرحيات شكسبير حيث يعشق المرء اول ما يراه و يرى الحمار ديكا بشريا رائعاو صدقت آه صدقت و دلكت و انزلقت في الالفية لكن سكاكين الهزائم كانت تخترق جلدي بنعومة شفرات الحلاقةلا تتوهم يا صديقي انها تمطر ما يحدث هو اننا نحن مائتان و خمسون مليون عربي نتعرق خجلا و ننتحب مرة واحدة امام اسوار مدينة الالفية الثالثة …البكاء ينتحب على موائد سهر المنفيين الى اوطانهم و المنفيين من اوطانهم الى طاولات مقاهي الغربة ..رغم كل شيء ها انا اكتب بطاقات معايدة الى وطني العربي مناشير حب …و اقول فيها دون ان اكذب : سأحبك قرنا آخر !”
“. احزري من يتكلم . …و عرفته …صوتك الخارج من حقيبة سفرالمرمي من طرف سماعة هاتفالى طرف جرح قلبي***و عرفته …صوتك…و لم اجرؤ على النطق باسمككنت مذعورة و مذهولةكما يحدث لنا حين يتحقق حلم الليلة السابقة ..***و كنت حلم الليالي كلهامنذ افترست نظراتي وجهك المفعم بالبراءة الخبيثة و الشر مقدس النضارة***أية لعنة قذفت بكالى جحيمي؟اية لعنةقد تنتزعك من جحيمي؟و هل كانت صدفة ان التقينا للمرة الاولى في مطارو افترقنا كعابرين في قطارين مسرعينكل منهما متجه الى ناحية معاكسة؟***و التقينا و من يومهااقتادني حبيبي الى الليل و لم يطلق سراحي ….***و افترقنا و صوتك ذاكرة الايام الآتية يهمس كنبوءة:سأراك و سأسمعك و سأحبك…و قررت لا أحب ان يعذبك احد سواي اهذا هو ان احبك؟لا ادريلكنني انتظرتكمثل شجرة وحيدة في جزيرةتحلم بغريق يحتضر بالقرب منهاثم ينجو من الموتو يبقى سجين الشجرة…***ذلك اللقاء المختزل في المطار صرخت بصمتحين اعلنوا عن اقلاع طائرتكهات قلبك و اتبعنيهات جرحك و اتبعنيهات جسدك و اتبعنيفقلبي حزين و الليل طويلو اعرف انك لو تلمسنيسازدهر مثل شجرة مستها اصابع الربيعو ساشتعل بالزهر الابيض…وودعتني بصمت قاتل كصمت الحديد المصهورو ببرود الثلج الحارقو كانت شفافيتك شرسةكموجة بحر هائلة الابعاد…همست فقطساراك و ساسمعك و ساحبكو لم اهمسلا اريد ان يعذبك احد سواي !و مضيت يا شاردا كالريح و اخترقتني و لم تخترقنيكسحابة ضباب لا تفارقني …***احزري من انا تظاهرت بانني لم احزرانك انت الذي لا اريد ان يعذبه احد سواي!***. و لم تسالي عني !.سالت عنك يا حبيبيالعناوين كلها التي اعرف سالت عنك فندق الليلو شارع الامواجو حانات المغاورو ازقة الشواطىء كلهاو على شاطىء البحر انتظرتكو كان راسي ينبض كقلبو توقعت ان اراكقادما الى حياتي ( عكس التيار )***و سألت عنك الفجر البحريو النوارس المتناثرة فوق الزرقة الزرقاء سالت عنك الاسماكو الاصداف و المرجان و القواقعسالت عنكمخلوقات شباك الصيادينو بحثت عن وقع اقدامكفوق رمال المد و الجزرو ناديتك :سعيد من له مرقد قلب في عمركيا من تحتلنيو تربط راياتك فوق اعصابي و ترفع شاراتكفوق ارض جسدي و انتظاري و تهوم فوق ليلي كخفاش اسطوري…كل اللذين عرفتهم قبلكشيدوا مدينة عزلتيالتي تفتح لك الان اسواراهاو عمروها حجرا حجراو بابا باباو قفلا قفلا..و كنت تبتعد تقتربتختفي تلوحو مدينة عزلتيتنتظركلتستيقظكما في الاساطير…و لم احاول ان انسى ذلك اللقاء على اجنحة الطائراتأنساك؟كمن يحاول حفر نفق في الجبلبإبرة…***و انتظرتكسالت عنك حديد الكورنيش الصدىءو قرأت اسمكمكتوبا بحشائش البحر في القاعو ناديتك…و احببتك حبا غير داجنينتشر و يتسعكالنباتات الليلية الملعونة و صرخت باسمك من قاع الانتظار و على سطح الماء اتسعت دوائر العنفوان…و انتظرتكو فيه كفلاحة و مرهفة كجرحو متهدجة بحبي غير المحتضر:لن يعذبك أحد سواي !***حتى جاءني صوتكالهامس الذي يملأ حنجرتيكالغبار الملونو اقرر:لن تعذبك بعد اليوم امرأة سواي!”