“ما كان اغتيال على إلا مثلاً أعطاه الله للاحقين، على أن التطرف الدينى آفة، وعلى أن إماماً عظيماً مثل على لم ينج من عواقبه.”
“ما كان اغتيال عثمان إلا اختيار عثمان نفسه، حين رفض اعتزال الحكم أو القصاص منه.”
“و كأن مصر العزة أصبحت مستباحاً للغير و يعلم الله أنها أن استبيحت فبيد قلة من أبنائها .. لا يرعون للوطن حرمة و يفضلون الجار على ابن الدار و يقارنون كما قارن بعض السلف بين الحق على لسان على و الطعام الشهى على مائدة معاوية فيفضلون الأخير ..”
“و كأن عشرات القرون من تراكم الثقافات و الحارات لم تكن كافيه لاقناع البع بأن الثقافة لا جنسية لها و ان الحارة ليس لها وطن إلا حيث يوجد الإنسان شريطة أن تجد في ذهنه موقعا , وأن تلقي في وجدانه من السماحة ما يتسع لإدراك تلك الحقيقة التي بقدر ما هى بسيطة الفهم فأنها عسيرة القبول على البعض.”
“إن من يهملون في مقارناتهم أحوال العصر وما طرأ على الحياة من اختلاف، إنما يركبون بنا مركبا صعبا إن لم يكن مستحيلا، فليس حلا أن تخرج مجموعة إلى كهوف الصحراء الشرقية أو شعاب اليمن مهاجرة بما تحمل من عقيدة، آخذة بظاهر الأمر لا بجوهره، ظانة أن استعمال السواك، وتكحيل العين، وتجهيل المجتمع، والتسمي بأسماء السلف الصالحين، غاية المراد من تدين العباد، والمؤكد أن هذا ليس حلا، بل هو مصادمة بين الإسلام وأحوال العصر، لا مبرر لها إلا حسن النية وقصور الفهم في ذات الوقت، ولعلي أتساءل ويتساءل القارئ معي، هل هذا أجدى للإسلام والمسلمين، أم الأجدى أن نحلل على مهل أحوال عالمنا المعاصر، وأن نحاول جاهدين أن نقبل ما في المجتمع من أمور لم يكن لها في الصدر الأول للإسلام نظير أو مصدر للقياس، و أن نحاول وضع قواعد جديدة لمجتمع جديد، لا تهمل روح العصر ومتغيراته، وتقر في ذات الوقت حقيقة مؤكدة، وهي أننا نتعامل مع بشر، في مجتمع كان وسيظل الخطأ الإنساني جزءا من تكونه، والضعف البشري مكونا من مكوناته، وأن الأمر بدءا وانتهاء، يكون بالقدوة والموعظة الحسنة، والإرشاد إلى سواء السبيل بعقول متفتحة، وليس بالقهر والعنف وتجاهل الحقائق.”
“إننا في حاجة إلى أن نقبل على الحياة بالإسلام، لا أن نهوى عليها بالإسلام، و إننا في حاجة إلى أن نحافظ على الإسلام العقيدة، لا أن نكتفي بحفظ الإسلام النصوص، و إننا في حاجة إلى أن نخترق الحياة بالإسلام، لا أن تحترق الحياة بالإسلام”
“إن الإسلام لم يتنزل على ملائكة، وإنما تنزل على بشر مثلنا. بعضهم جاهد نفسه فارتفع إلى أعلى عليين. وبعضهم أرهقه الضعف الإنسانى فأخطأ. وأنهم فى تراوحهم بين السمو والضعف، إنما يقتربون منا أكثر بكثير، ويلتصقون بوجداننا أكثر بكثير. ونفهمهم من قرب أكثر بكثير، من أن نقرن أفعالهم بالمبالغات. أو نقرن صفاتهم بالتقديس المُبالغ فيه. أو نقرن حياتهم بالمعجزات والأساطير.”