“إنَّ كلَّ تأخيرٍ لإنفاذ منهاج تجدِّدُ به حياتك ، و تصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها ، و بقاءك مهزوما أمام نوازع الهوى و التفريط ، بل قد يكون ذلك الطريق إلى انجدار أشدّ ، و هنا الطامة! »”
“ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعنى إلا إطالة الفترة الكابية التى تبغى الخلاص منها، وبقاءك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط.بل قد يكون ذلك طريقا إلى انحدار أشد، وهنا الطامة.”
“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ( رواه مسلم )إن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها . وما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها . فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة ، وسجلات مبعثرة .”
“والرجل المقبل على الحياة بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرّفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تطمر أكوام السبخ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة! وذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجهه من شئون كريهة، فإنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد.إنه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة فيه والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.لا مكان لتريث، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق، أما أن يهب طاقة على الخطو أو الجري لمن لا إرادة أصلا في السير في طريق الحق فهذا مستحيل.لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغد، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. فما بين يديك حاضرا هي الدعائم التي يتمخض عنها المستقبل. كما أن كل تأخير لإنفاذ التجديد في حياتك لايعني سوى إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها وبقائك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط، بل قد يكون طريقا لانحدار أشد، وهنا الطامة.”
“هناك خطب أنا اسميها خطب السكر الإلهي، أو على حد تعبير المتصوفة خطب الخمر الإلهية، لأن موضوعها يقوم على إسقاء السامعين معاني تثير في أبدانهم نشوة دينية مبهمة. لا صلة لها بحقيقة الإسلام، و لا بحاضر المسلمين المر.و في نفسي سخط كبير على أولئك الخطباء السحرة إنهم لم يغضبوا لله يوماً، و لا ناصبوا العداء ملكاً ظالماً، أو حاكماً مجرماً، أ محتلاً غاشماً ! و لا تمعرت وجوههم لإثم شقى به الناس، و سخطه رب الناس، و لا عناهم البحث عن أجدى الطرق لإنقاذ ديننا و بلادنا و أنفسنا من النكبة التي حلت بنا !.ذلك أن خطباء السكر الإلهي لهم أسلوب انفردوا به للتحدث عن الإسلام جعل العوام و أنصاف المتعلمين و أشباه المثقفين يلتفون بهم و يهتزون لكلامهم اهتزاز السكران المخبول.و من البديهي أن الإسلام يتأخر بهؤلاء و لا يتقدم، و أن قضايانا المعقدة لن تزيد في أيديهم إلا خبالا، و أن الجمهور الساذج الحائر لن يهتدي إلى طريق العمل الصالح و الإنتاج السليم لا بإلقاء هذه الخطب، و لا بالإنصات إلى أصحابها.من كتاب (في موكب الدعوة)”
“ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين و الحين, و أن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها و آفاتها, و أن يرسم السياسات القصيرة المدى, و الطويلة المدى, ليتخلص من الهنات التي تزري به.”
“و الحق أن الرجولاتِ الضخمة لا تُعْرَفُ إلا في ميدان الجرأة.و أن المجد و النجاح و الإنتاج تظل أحلاما لذيذة في نفوس أصحابها, و لا تتحول إلى حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم, ووصلوها في الدنيا من حس و حركة.و كما أن التردد خدش في الرجولة, فهو تهمة للإيمان, و قد كره النبي صلى الله عليه و سلم أن يرجع عن القتال بعدما الرتأت كثرة الصحابة المصير إليه.”