“يصبح الألم جزءًا من الكيان، يعايش القلب والذهن، ويبدو أحيانًا، على نحو يناقض المنطق والعقل، كأنه فرح مقيم ! كلنا عرضة لهذه الماسوكية العاطفية. ما دمنا نحمل التجربة كالمرض طي الإهاب، فلم لا نتحايل عليها ونجعلها مصدرًا لأحلام اليقظة، مصدرًا للقصائد غير المنظومة التي تهدر في النفس على غير انتظار ؟”
“يخطئ من يحسب العبادات التي شرعها الإسلام ضربًا من الطقوس التي تؤدى في جو من الغفلة السائدة، والفناء في مجهول غير مفهوم. فإن الفرائض الأولي في الإسلام تقوم على اليقظة العاطفية والعقلية، وقلما تحظى بالقبول إلا إذا تركت أثرًا غائرًا في القلب واللب! ومن ثم فالعبادات التي كلف بها المسلم أساس مكين لصحته النفسية.”
“ لم يكن الاستدلال بالطبيعة مؤهِّلاً للرّدّ على الشُّبه التي أثارها الاحتكاك بأصحاب الأديان الأخرى وبالفلاسفة خاصّة. وكان لابدّ من شحذ الأدلة حتى ينتقل الكلام في التّوحيد من صعيد التجربة الذّاتية الحرّة غير المقيّدة إلى مستوى المنظومة العقليّة العامّة التي تتقيّد بشروط خاصة في التفكير وتهدف إلى بناء تفسير واضح المعالم قادر على الإقناع. وتلك كانت بداية الانغلاق في أنساق مضبوطة الحدود، إذ عمد المتكلمون إلى صياغة الأدلّة على وجود الله بالاعتماد على التأصيل المنطقي. ”
“لقد تعلمت أن المنطق آخر أدوات الحكم على الأشياء. وأن النزعات والأغراض والبواعث هي التي تتحكم في المنطق لا التي يحكمها المنطق؛ فليس المنطق ما عرفنا تعريفه، من أنه آلة تعصم الذهن عن الخطأ في الحكم، ولكن هو القدرة على تبرير البواعث والنزعات والأغراض لتتخذ شكلًا معقولًا.”
“ومازلنا نحمل جزءًا من الوطن لا يُفارقنا في البُعد ويؤرّقُنا حُزنًا في البلايــا .”
“من يعيش بوجهه من غير قناع يصبح غريبا ًبين من اعتادوا على الأقنعة.”