“هناك آلاف يكتبون القصص والشعر ويؤلفون..أي إنسان عادي باستطاعته أن يروي تجربة شخصية مرت به أو حادثة رآها أو تصورها بطريقة تجذب الانتباه وتخضع لمقاييس الفن، ولكن، لماذا لا يصبح كل هؤلاء أدباء كبارا، لماذا نجد الكبار في كل بلد أو جيل آحاد أو حتى معدودين .. السبب أن هناك فارقا كبيرا بين كاتب القصة أو المسرح الناجح وبين الفنان الكبير الذي يغير بإنتاجه معتقدات الناس ويترك العالم على غير ما جاءه، السبب في رأيي هو خيط الفكر أو الفلسفة الذي لابد من وجوده ..... فالفكر هو روح الفن”
“المبدع فقط هو الذي يقدم للآخرين تطلعاتهم بما يحبون ويشتهون، ألا ترى في أمور الحياة مثله، ويبتعد من التصنّع في عمله، وليس في ضميره ما يؤنبه ولو كان هذا خفياً.. سواءً في كاتب مقالة، أو محرر صحيفة، أو خطيب، أو تاجر، أو عامل في صفوف العمل، أو معلم في العلوم والمهن، أي أن الإبداع عام ينطبق على جميع الأعمال، ويريده كل إنسان سوي، يستعلي بإنسانيته على شح الذات والأنانية..”
“فى كل العصور كان هناك دائماً من يعتقدون أن ما يعرفونه هم وحدهم هو اليقين الذي لاشك فيه و أن ما يعرفه غيرهم هو الباطل الذي لاشك فيه، و الذي لا يستحق حتى سماعه أو مناقشته ،،،”
“كما أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي له تاريخ وبالتالي وعي وحضارة, فأن ضريبة كل ذلك أن الإنسان هو أيضاً الكائن الوحيد القادر على إعطاء التاريخ صورة مخالفة للصورة التي انوجد عليها التاريخ في واقع الحال, وذلك مثل إعطاء أحداث معيّنة أو أشخاص معينين صورة فيها الكثير من الاختزال والتضخيم, وذلك حسب الغرض المراد, وبهدف التركيز على نقطة هنا أو التقليل من شأن نقطة هناك, أو بث عاطفة في حادثة هنا وقتل الحياة في حادثة هناك ..”
“أي فن من الفنون يجب أن يحمل معه فكر. سواء كان الفكر أو الرسالة فلسفية أو اجتماعية أو عقائدية، دون أن يتخذ ذلك نبرة عالية زاعقة مباشرة يظهر الفن فيها بمظهر الوسيلة الثانوية. الفن متعة قبل كل شيء. إن لم تستطع إمتاعي فلن تستطيع إقناعي”
“أصحاب الخبرة قد يعلمون أن شيئاً ما موجود لكنهم يجهلون السبب في وجوده ،أما العلم المسمى بالحكمة أو الفلسفة فهو الذي يصل إلى معرفة العلة الأولى للوجود أي أنه العلم الذي يصل إلى الإدراك الكلي الذي يفسر لنا الجزئيات”