“يقول بن نبي : إنه فكر كيف يحرك عقولهم؟ فاهتدى الى فكرة المطلق أو اللانهاية من ثلاثة مداخل: ( حكمة الله وآياته, وتوالي الأعداد, وامتداد الكون)؛ فالعقل لايرى نهاية لعمل الله وحكنه في الكون فهي تمثل لانهاية اللانهاية, وتزحف الأعداد متولدة من رقم واحد دون نهاية, وهو الدليل الذي يعتمده بعض الناس إثبات وحدانية الله , وأن الواحد يخلق بقية الأرقام بما فيها النصف والربع ولايخلق الرقم واحد أي رقم آخر , ويشكل المدخل الثالث إلى تصور اللانهاية امتداد الكون, فمهما حاول العقل تصور حافة الكون عجز وكلّ, وانقلب البصر إليه وهو حسير, ومهما أراد التفكير أن يقف أمام رقم بعينه, فإن الرقم الذي بعده سيتلوه فوراً دون توقف أو نهاية, ومهما فكر الإنسان حكمة الله في خلقه فلن يصل إلى قارا, فلو تحولت بحار الدنيا السبعة إلى حبر, وأشجار الأرض إلى أقلام لتسطر كلمات الله وقوانينه, لنفد البحر وتكسرت الأقلام, وأعيت الأصابع, ومانفدت كلمات الله.”
“التاريخ يقول دوما إن لي عينين لا تنامان، فمن يغفل عن سنن الله فإن سنن الله لا تغفل عنه”
“بل إن الموت موظف في خدمة الحياة.فالموت يكنس الجبارين، ويخرج من رحم الأرض نسلا أكثر وعيا وأقرب رحما.وتبارك الله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”
“والمهم ليس في رقم البشر، بل ماذا يعملون، وماذا ينتجون، وهل طعامهم مستورد، وملابسهم يخيطها قوم آخرون، كما هو الحال في انتشار المولات الاستهلاكية في دول الخليج، بدون تأسيس الصناعات، بل صناعة الصناعات الثقيلة، قبل أن يتبخر البترول ونقول يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل، فالتاريخ صدف ولا تأتي الصدف كل يوم، والصدفة الجيولوجية عندنا يمكن أن تقفز بنا إلى المستقبل، ويمكن أن نرزح في التخلف فلا نخرج في قرن وقرنين. وحسب مالك بن نبي فإن التخلف أمر عقلي بحت ولا يزول ولو أمطرت السماء ذهبا وفضة.”
“أريد أن تخشع أمام عظمة الخالق. البديع الذي أبدع هذا الملكوت.حيث يسافر الضوء, الضوء يا نطاسي !.بلايين السنين ويظل في ركن من أركان الكون.تصور أن يأتي زعيم سياسي ويدعي أنه يتكلم باسم الله عزوجل!أو أن تأتي جماعة سياسية وتدعي أنها تمثل الله على الأرض!تصور الجرأة! كل هذا الجلال و كل هذا الجمال! يقشعر جسدي إذا فكرت في هذا الكون فكيف إذا فكرت بخالقه ؟ لانعرف حجم الكون يا حكيم ولا نعرف تاريخه.تخمينات . الله وحده العالم.ومع هذا، يا حكيم . ما أكثر الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء. يحكمون على كل إنسان. ويبتون في كل قضية.ويفتون في كل معضلة,تصور غرور هذا المخلوق الذي يعيش في مجموعة شمسية يحتاج الضوء إلى أكثر من 2700 سنةلكي يصل إلى منتصفها, وهناك غيرها مليون مجموعة شمسية أخرى . أقول تصور غرور هذا المخلوق الذي يعيش في هذا الكون الشاسع ويعتقد أنه يعرف كل شيء. سبح لخالق هذا الملكوت ,يادكتور, واركع واسجد واخش”
“و التعبير بالحياة و الموت بالقياس إلى الأرض تعبير يخيل أن الأرض كائن حيّ، يحيا و يموت. و إنها لكذلك في حقيقتها التي يصورها القرآن الكريم. فهذا الكون خليقة حية متعاطفة متجاوبة، مطيعة لربها خاضعة خاشعة، ملبية لأمره مسبحة عابدة. و الإنسان الذي يدب على هذا الكوكب الأرضي واحد من خلائق الله هذه، يسير معها في موكب واحد متجه إلى الله رب العالمين.”
“أمنية جميع محبي القراءة أن يعطهم الله أعماراً فوق عمرهم دون أن يشيخوا أو يكبروا .. فقط عمراً ليسبحوا في آفاق الكون و يتعلموا العلم ليمتعوا أذهانهم و يشهدوا حكمة الله و يعرفونه أكثر و يحبونه أكثر”