“وبعد أن اكمل المخلص جهاده الاول رجع الى تلاميذه فوجدهم نياماً .. فوا اسفاه يا يسوع إن تلاميذك تخلوا عنك و اصبحت وحيداً تكابد الحزن فى نفسك ، إن الخليقة الساقطة التى اتيت لإنهاضها هجعت و تركتك تصارع وحدك لإنقاذها ، لقد سبقت و انبأتهم بالامك و خاطبتهم قائلاً : نفسى حزينة جداً حتى الموت ، و طلبت منهم ان يسهروا معك لتسليتك و تعزيتك فى إبان كربك و لكنك وجدتهم يهملون القيام بما ينتظر من الصديق وقت الشدة ، حتى صرت تعاتبهم كما يعاتب الحبيب حبيبه فنطقت بهذا العتاب المملوء حباً قائلاً لهم "أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة".. بل زادوك حزناً لأنهم كانوا يمثلون الخليقة التى لم تقدر امر خلاصها فأهملت القائم به.”
“ان الشعب تواق الى اى تغيير ، و سيستقبلك بالحماسة التى استقبلك بها فى يومك الاول و التى استقبلنى بها فى يومى الاول و التى يستقبل بها كل حاكم جديد فى يومه الاول!”
“و طالما أن جميع القائمين على الشغل فى بلادنا يمدون الأيدى حتى و إن لم يخرجوها من جيوبهم فإن ما تسمونه القانون و الضمير و العدل مجرد كلام فى كلام يا بوى”
“إن معجزة القرآن معجزة مفتوحة للأجيال، و ليست كالخوارق المادية التي تنقضي في جيل واحد، و لا يتأثر بها إلا الذين يرونها من ذلك الجيل.و لقد كان به ذكر العرب و مجدهم حين حملوا رسالته فشرقوا بها و غربوا. فلم يكن لهم قبله ذكر، و لم يكن معهم ما يعطونه للبشرية فتعرفه لهم و تذكرهم به. و لقد ظلت البشرية تذكرهم و ترفعهم طالما استمسكوا بهذا الكتاب، و قادوا به البشرية قروناً طويلة، فسعدوا و سعدت بما معهم من ذلك الكتاب. حتى إذا تخلوا عنه تخلت عنهم البشرية, و انحط فيها ذكرهم، و صاروا ذيلاً للقافلة يتخطفهم الناس، و كانوا بكتابهم يتخطف الناس من حولهم و هم آمنون!”
“لم أكذب عليها و لا على نفسى هذه المره . كنت قد فهمت أن فرارها مني حُب ، و غضبها عليَّ رغبه ، و سخريتها اللاذعه مني و من الحياه أمل مُمعِن فى التنكر . هذه المرأه ليست يائسه ، بل تدَّعي اليأس على أمل أن أُريها طريقًا آخر . و حتى الآن لم أفعل ذلك . كان بإستطاعتى أن أعِدَها بالحمايه و الأمل و بالسعاده ، و راودتنى نفسى ، لكنى منعتها . تعلمت الدرس . قلت لك إن أسوء شىء أن يكون المرء جبانًا و يدَّعي الرجوله . كن جبانًا إن لم يكن هناك بُد ، لكن لا تُضلِّل من تُحِب فتجرحه مرتين . ارتكبت هذا الخطأ من قبل ، فى حق "داو مينج" البريئه ، وفى حق "عفاف" ، و فى حق "نور" نفسها ، و ربما حتى فى حق أُمِك . و لكنى كبرت ، و عزمت على أن لا أكرره . قلت ل "نور" الحقيقه دون وعود : إني أُسائل نفسى و لا أفهم كثيرًا مما يجرى لي ، و أحتاج إلى وقت كى أتعامل مع طوفان أسئلتى هذا ، ثم أعود إليها و أخبرها بما قررت فعله . أومأت موافِقه ، و أحسب أنها فهمتنى . و لم يأخذ الأمر منى سوى بضعة أشهر حتى عدت بالإجابات .”
“و قد ينذهل الكثيرون حين يعلمون أن مجموع قتلى المسلمين و المشركين ( و نكرر : مجموع ) فى جميع الغزوات التى تمت فى عهد الرسول ( و نكرر : جميع الغزوات ) من واقع سيرة ابن هشام يبلغ 251 قتيلاً , منهم 139 شهيداً ( بنسبة 55 % ) يمثلون شهداء المسلمين , و 122 قتيلاً ( بنسبة 45 % ) يمثلون قتلى المشركين .. و واضح أن إجمالى عدد القتلى يقل عن ضحايا سقوط طائرة واحدة فى أيامنا هذه .”