“ما أشبه النكبة بالبيضة تحسب سجنا لما فيها وهي تحوطه وتربيه وتعينه على تمامه، وليس عليه إلا الصبر إلى مدة، والرضى إلى غاية، ثم تنقف البيضة فيخرج خلقا آخر.وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخ في بيضته، عمله أن يتكون فيها، وتمامه أن ينبثق شخصه الكامل فيخرج إلى عالمه الكامل.”
“والإنسان عند الناس بهيئة وجهه وحليته التى تبدو عليه ، ولكنه عند الله بهيئة قلبه وظنه الذي يظن به ، وماهذا الجسم من القلب إلا كقشرة البيضة مما تحتها . فيالها سخرية أن تزعم القشرة أن بها هى الاعتبار عند الناس لابما فيها ، إذ كان ما تحويه إلا فيها هي ، ومن ثم تبعد في حماقتها فتسأل : لماذا يرمينى الناس ولا يأكلونى ..؟”
“لقد جعلنا من العبادة غاية وهي الوسيلة إلى الغاية فاسغنينا عن الغاية بالوسيلة وعن الغرض بمجرد التسكع في لطريق فما وصلنا إلى الغرض وما اهتدينا إلى غاية. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ما قيمة الصلاة إذا ركعتا وسجدوا وبسملنا وبعد كل ذلك ارتكبنا الفحشاء واتبعنا المنكر؟!ما فائدة أن نُحشد فالمساجد فنمسح بأرضها جباهنا ونخشع ونتذلل ونستغفر ونحني الهمات ونسمع الخطب الزاجرة ثم ننطلق بعد ذلك في ربوع الأرض فنعيث فيها فسادا ونرتكب الآثام ونطغي ونتكبر ونتجبر ما فائدة أن نفعل الوسيلة ولا نصل إلى الغاية؟!”
“كذلك لا تتبرج الروح إلا خارجة من شقاء أو مقبلة على شقاء، وما أشبه الحب في الناس بهذا الربيع في الشجر هو الطريق الأخضر يمتد إلى الجدب واليبس والألم وإما إلى غاية منسية مهملة في الجفاء أو السلوة”
“عجباً !! إن الإنسان ليضيع عمره وهو مستسلم عاجز ، ثم يكتشف فجأة أن وسيلته للوصول إلى ما يرجوه في متناول يده ، وأنه ليس عليه إلا أن يكف عن الاستسلام والانتظار ويمد يده ليأخذ ما يريد .”
“من الصعب على أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لاتحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟ حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين”