“ومن دلائل عظمة القرآن و إعجازهأنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحبو إنما ذكر المودة و الرحمة و السكن...سكن النفوس بعضها إلى بعضو راحة النفوس بعضها إلى بعض(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ))( الروم – 21 )إنها الرحمة و المودة..مفتاح البيوتو الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة..و الحب لا يشتمل على الرحمة،بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدواناو الرحمة أعمق من الحبو أصفى و أطهر.و الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة،ففيها الحب، و فيها التضحية،و فيها إنكار الذات،و فيها التسامح، و فيها العطف،و فيها العفو، و فيها الكرم.و كلنا قادرون على الحببحكم الجبلة البشرية.و قليل منا همالقادرون على الرحمةو بين ألف حبيبة هناكواحدة يمكن أن ترحم،و الباقي طالبات هوى و نشوة و لذة.اللهم إني أسألك رحمة..اللهم إني أسألك مودة تدوم..اللهم إني أسألك سكنا عطوفا و قلبا طيبا..اللهم لا رحمة إلا بك و منك و إليك”
“الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر ، فيها الحب ، و فيها التضحية ، و فيها إنكار الذات ، و فيها التسامح ، و فيها العطف ، و فيها العفو ، و فيها الكرم ، و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية ، و قليل منا هم القادرون على الرحمة”
“إن أول معلم و أرشد أستاذ و أهدى قائد للأنفس إلى اكتساب العلو و التوسع في المعارف و أرحم مؤدب , و أبصر مروض يطبع الأرواح على الآداب الحسنة و الخلائق الكريمة و يقيمها على جادة العدل و ينبه فيها حاسة الشفقة و الرحمة خصوصا دين الإسلام”
“لسوف يزداد التقدير للفكر العربى و الإسلامى كلما اطلع العالم فى الغرب على ما يجهلون من المخطوطات العربية و الإسلامية ... إلا إذا شاء سوء الطالع، للإسلاتم فى صورته العظيمة باليسر و التسامح و الرحمة، أن تطغى صورة أخرى منفرة بالعسر و العنف و الغلو تُذكر بماحدث للمسيحية أيام محاكم التفتيش التى نفرت الناس من الدين و رجاله ...اللهم احفظ الإسلام و شعاره الذى جاء به نبيه : "إنما بعثت رحمة للعالمين”
“و أيوب هنا في دعائه لا يزيد على وصف حاله: (أني مسني الضر).. و وصف ربه بصفته: (و أنت أرحم الراحمين). ثم لا يدعو بتغيير حاله، صبراً على بلائه، و لا يقترح شيئاً على ربه، تأدباً معه و توقيراً. فهو نموذج للعبد الصابر لا يضيق صدره بالبلاء، و لا يتململ من الضر الذي تضرب به الأمثال في جميع الأعصار. بل إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه، فيدع الأمر كله إليه، اطمئناناً إلى علمه بالحال و غناه عن السؤال.و في اللحظة التي توجه فيها أيوب إلى ربه بهذه الثقة و بذلك الأدب كانت الاستجابة، و كانت الرحمة، و كانت نهاية الابتلاء.”
“إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة و لا الرذيلة، و لا تشع فيها شمس العقل و الإرادة، و لا ينطق لسان المنطق، و لا تطاع القوانين و الأوضاع، و لا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة .. إنما هى مملكة نائية من عالم الألفاظ و المعانى .. كل ما فيها شفاف هفاف يأتى بالأعاجيب فى طرفة عين .. يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة، أو تبرق لمحة، أو ينشر شذا عطر، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات و الصور و الذكريات، ما يهز كياننا و يفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها، و لا بتجسيدها، و لو لجأنا إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ،،،”