“يبدو الذهاب إلى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة. أتحاشى الخروج ما أمكن. أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة لأنني بعيدة عنهم في الوقت نفسه. لحظة استيقاظي من النوم هي الأصعب. يستغرقني الاستعداد للخروج إلى العمل ساعتين، لا لأنني أتزين وأتجمل بل لأنني لاأكون قادرة على النزول إلى الشارع والذهاب إلى الوظيفة ولقاء من سألتقي بهم. وحين أذهب إلى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً، أو كأن حالتي في الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات”
“كانت سحب سوداء، معلقة فوق المدينة القابعة في وهدة تحيط بها الجبال من كل الجهات، وعند الإطلال على المدينة بدت مناراتها العالية تطاول السحب وتخترقها غازية السماء. بقع المياه الراكدة في الشوارع تحولت إلى مرايا لماعة. بيوت المدينة النائمة في ظلال حدائقها استقبلت القافلة بابتسامة حمراء.”
“المدينة التي تدفعك إلى التفكير في المستقبل هي مدينة عظيمة ولذلك عليك أن تنصت لها جيداً”
“لأجل ماذا تتطلع أنت إلى المدينة البعيدة؟ روحك هي المدينة البعيدة”
“في الأيام الأولى كان خائفًا وغريبًا ومذهولاً، داخل المدينة الخارجة حديثًا من ليل الاستعمار الطويل. المدينة التي تحولت إلى مصيدة وسوق لأنبياء الشرق والتعريب القادمين مطالع الشمس المحمدية.”