“قد تعودنا منذ زمن بعيد أننا إذا نفرنا من كلمة قالها شخص أو من موقف غير لائق وقفه فلان من الناس أن نعرض عنه بالكلية ونسقطه من حسابنا بشكل نهائي وحين أكون أنا أو تكون أنت ذلك الشخص فإننا نشعر بالظلم وهذا هو شعور باقي الناس.إن المرء قد يقول الفكرة خاطئة ويتشبث بها لكن يكون منهجه العام صحيحا كما أن الإنسان قد يقف في قضية ما موقفا غير حميد بسبب طمع أو غلبة شهوة أو سوء تقدير .. ولكن سيرته العامة مرضية أو مقبولة ولهذا فإن علينا أن نقوم الخصم تقويما شاملا حتى لا نرسم صورة ذهنية سوداء عنه بسبب غلطة أو هفوة أو موقف فذ.”
“و هنا مسألة مهمة يلزم التنبيه عليها و هي الفرق بين الوصف و بين التعيين، ففرق أن نقول: إن العلمانية كذا، و أن القول بكذا و كذا علمانية، و بين أن نقول إن فلاناً علماني فينبغي أن نفرق فقد يكون هذا الشخص قاله جاهلاً و قد يكون غرر به، و قد يكون أخذ بقول شاذ و أنت لا تعرفه و هكذا. لكن من علم عنه أمر مع وجود الشروط و انتفاء الموانع حكم عليه بما يستحقه شرعاً من ردة أو غيرها. ثم ينبغي التنبيه إلى أن بعض المسلمين قد يفعل بسبب غفلته أو بسبب جشع مادي أو حتى بحسن قصد بعض ما يفعله أو يريده العلمانيون، و قد يفعل ما يخدم أهدافهم؛ فهذا الشخص لا يعد منهم - أي لا يقول عنه: علماني - و مع ذلك لا بد من التحذير من عمله، و لا بد من بيان خطئه و خطره، و لا بد من نصحه و رده عن ما هو عليه.”
“من العجب أن حياة الانسان قد تتبدل تماما بسبب موقف صغير أو كلمة عابرة , قد يتغير مصيرنا فقط لاننا مررنا بشارع ما في ساعة معينة , لأننا تأخرنا في العمل فقابلنا بالصدفة شخصا ما..”
“ليس مهما ما إذا كان مضمون الهتاف صحيحا أم غير صحيح ما إذا كنتما تؤمنان به أو لا. قراركما بالهتاف معه ليس مقياسا لالتزامكما بالعدالة أو الحرية أو أي من المبادئ النبيلة التي يدعيها احيانا تكون الشعارات الجذرية بمثابة الفخ يهتف بها المندسون حتى يمكن لصق تهمة السعي إلى الإطاحة بالنظام بمحموعة من الطلاب الذين يحتجون غلى الح...ملة على الصحافة في احيان اخرى لاتكون فخاخا على الإطلاق بل موقفا بائسا يعبر عنه شخص شجاعلكن كيف يمكنكما أن تعرفا؟ هدفكما هو تجنب التحول إلى بيادق,وتجنب أن تجرا الى المشكلات بسبب فضولكما أو لاعتقادكما أنكما تريان التاريخ يصنع أمامكما”
“يقول الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه ( تكوين المفكر ) : " إننا إذ نُفكّر نشبه الذي يخض اللبن ليستخرج منه الزبد .. وكما أن اللبن قد يكون قليل الدسم , وبالتالي فإن ما سنحصل عليه من الزبد سيكون قليلاً , فكذلك قد تكون المعلومات والخبرات التي لدينا حول ما نفكر فيه ضئيلة أو غير كافية , وحينئذ فإن الأفكار الجديدة التي سنحصل عليها ستكون ضحلة أو خاطئة .. وإذا كانت امكانياتنا الذهنية متواضعة , فإننا حينئذ نشبه آلة الخض للّبن حين تكون غير مناسبة , وسنشبه الذي يقوم بالخض حين يكون ضعيفًا أو غير خبير , النتيجة أيضًا : القليل من الزبد .. والقليل من الأفكار الجيدة ”
“في لحظة ما قد تنبثق ومضة أو ترن ضحكة فتحمل من جديد , عالماً بأسره . وهذا العالم يحفل باشياء كثيرة متداخلة , متشابكة لكنها غير واضحة وغير مترابطة ايضاً , فتخلق مدى لا يعرف الإنسان كيف خلق او لماذا , أو ماذا يريد أن يقول أو يذكر”