“ليست من البراعة أن نكرر ما صنعه أسلافنا بتقليد أعمى, ولكن البراعة أن نتحلى بمثل أخلاقهم وفضائلهم, وبمثل إيمانهم وعزائمهم, ونعي عبقرية ديننا وعظمته كما وعوها, فنجتهد كما أجتهدوا في كل أمر لم يرد فيه نص أو حديث أو إجماع سابق مقبول, وسيتبين لنا عندئذ أن الشبهات التي يظنها نقاد الإسلام وأعداؤه حواجز دون مواكبته لسير الحضارة, وإنما هي حوافز إلى التماس حلول للمشكلات ومناهج للحياة أفضل من حلولهم ومناهجهم ضمن دائرة الإسلام وتعاليمه. وقديماً قال الشاعر:لسنا, وإن أحسابنا كرمتيوماً على الآباء نتكلنبني كما كانت أوائلناتبني, ونفعل مثلما فعلوا ..”
“ اعلم: أن تعريف الدار أمرلا مختلف فيه بين من يرى أن دار الإسلام هي كل بقعة تكون فيها أحكام الإسلام ظاهرة، كما في " بدائع الصنائع".أو دار الإسلام: هي التي نزلها المسلمون، وجرت عليها أحكام الإسلام حسب تعريف ابن القيم ناسباً للجمهور.أقول: إن دار الإسلام: هي كل دولة أكثر سكانها من المسلمين، وحكامها مسلمون، حتى ولو كانوا لا يطبقون بعض الأحكام الشرعية.ودار غير المسلمين: هي كل دولة أكثر سكانها غير مسلمين، وحكامها غير مسلمين.والدار المركبة: تتمثل في الدول الفدرالية، فيها مسلمون وغير مسلمين، تحتفظ كل ولاية منها بسلطة سن القوانين؛ كما في نيجيريا..." صناعة الفتوى - 281”
“يقول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى، مجتمعه وثقافته": "إننا في كل بلد إسلامي دخلناه، نبشنا الأرض لاستخراج حضارات ما قبل الإسلام. ولسنا نطمع بطبيعة الحال أن يرتد المسلم إلى عقائد ما قبل الإسلام، ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الإسلام وبين تلك الحضارات"!ولعل من الأمثلة الواضحة على ذلك قول "شاعر النيل" حافظ إبراهي:أنا مصري بناني من بنى هرم الدهر الذي أعيا الفنا!ذلك مع أن له شعرا كثيرا في "الإسلاميات"!والمستشرق -الصريح- يكتفي منه بهذا التذبذب بين الفرعونية وبين الإسلام! كما يكتفي من غيره بالتذبذب بين الإسلام والآشورية أو الفينيقية أو البربريو أو الجاهلية العربية أو غيرها من الجاهليات!”
“كيف نفهم المرأة عندنا هذه الحقيقة؟ كيف نقنعها بأن الإسلام أعطاها من الحق. وأولادها من التكرمة، ما لم تنل مثله المرأة الأوربيه أو الأمريكية، وأنه صانها عن الابتذال، ولم يكلفها العمل والكسب؟كيف؟ أنا أقول لكم: كيف! بالفعل لا بالقول، بأن نعاملها المعاملة التي يرتضيها لنا ديننا، بأن نعتبر الخيّر فينا، من كان يعامل امرأته وبناته بالخير، أن تكون المرأة المسلمة اليوم. كما كانت في صدر الإسلام؛ اقرؤوا إذا كنتم لا تعرفون، تروا أنها لم تكن تعامل كما يعامل كثير منا نساءهم.”
“أحتاج فقط لأن أمتلىء بالحماس من جديد .. وإن كنت أرفض دائما كلمات التشجيع أو الحماسة الذي يصبها في شخص ما .. أو حديث ما .. أو حدث ما … ليس تقليلا من شأنها .. وإنما لأنني لا أريدها أن تدخل إليّ .. وإنما تخرج مني .. أريد أن أعتمد على ذاتي بشكل مطلق .. أن أتعلم هذا .. لا الوقت بإمكانه أن يجعلني أفضل .. ولا الآخرين .. وحدي من دون أي شيء آخر قادرة على هذا الفعل .. الذي إن فعتله سأستحق بجدارة وقتها أن أكون بحق أفضل .. ـ”
“إن "الحضارة" ليست مجرد البراعة في الانتاج المادي، وإن كان هذا مطلوبًا للنجاح والتمكين في الأرض، ولكن هذه البراعة وحدها، من غير الالتزام بالمنهج الصحيح لا نتشئ حضارة حقيقية، أو قل إنها تنشئ "حضارة جاهلية" إن صح التعبير ..حضارة تحقق جانبًا من كيان الإنسان ولا تحقق كيانه كله، ولا تحقق أثمن من فيه ..وتدمره في النهاية!”