“أنا يا إلهي مسكين، منكسر، وديع.إنني محزون وأنت رحيم، وقد قال يسوع المخلص، في أول عظة ألقاها على الناس:طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات.طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض.طوبى للحزانى، فإنهم يعزّون.وأنا يا إلهي، لا أطمح إلى ملكوت السموات، ولا وراثة الأرض، ولا حتى العزاء.كل ما أرجوه، أن ينطفئ اللهب الساري بين ضلوعي، وأن تذهب عني الآلام التي ألقت بي في هذا الركن منبوذاً، مهاناً.”
“لماذا قال يسوع أن دخول الأغنياء ملكوت السماء، أصعب من المرور في ثقب الإبرة؟”
“كنت مسرعاً نحو غاية لا أعرفها، في لحظة ما أدركت أنني لا أعرفني! وأن ما مضى من عمري لم يعد موجوداً.كانت الأفكار والصور تمر علي خاطري ولا تثبت، تماما كما تمر قدماي على الأرض، فلا تقف. شعرت أن كل ما جرى معي، وكل ما بدا أمامي في أيامي وسنواتي الماضية، لا يخصني..أنا آخر، غير هذا الذي كان، ثم بان!”
“لماذا لا يتعلم الناس من الحمام، العيش في سلام.الحمام طير طاهر، وبسيط ، وقد قال يسوع المسيح: كونوا بسطاء كالحمام ..الحمام مسالم، لأنه لا مخالب له، فلينبذ الناس ما بأيديهم من الأسلحة وعتاد الحرب! والحمام لا يأكل فوق طاقته ولا يختزن الطعام فليكف الناس عن اكتناز القوت وتخزين الثروات .. والحمام يعيش حياة المحبة الكاملة، لا تفرق ذكوره بين أنثى جميلة وأخرى قبيحة، مثلما يفعل الناس .. وإذا بلغ الفرد منه مبلغ الطيران، لم يعد يعرف أيا له ولا أما، وإنما يدخل مع البقية في شركة كاملة لا تعرف أنانية ولا فردانية. فلماذا لا يعيش الناس على ذاك الحال، ويتناسلون في جماعات مسالمة، مثلما كان حال الإنسان أول الامر؟ الكل يعيش فى الكل، يحيا فى هناءة، ثم سموت بغير صخب، مثلما تموت باقية الكائنات. ويختار الرجال من النساء، والنساء من الرجال، ما يناسب الواحد منهم للعيش حينا في محبة مع الآخر، ثم يتركه إذا شاء، ويأنس لغيره إذا أراد، ويصير نسلهم منسوبا لهم جميعا.. وتكون النساء كالحمامات، لا يطلبن من الرجال غير الغزل و لحيظات الالتقاء. فالنساء..-يا هيبا، هذا الذي تكتبه لا يليق برهبانيتك!”
“يا ألله لماذا خلقت الإنسان فى الأرض، وخلقت الحرب؟ لقد غابت عقولنا عن إدراك حكمتك..قالت الملائكة "قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء."،"قال إني أعلم ما لا تعلمون" ما الذي نعلمه ولا نعلمه ،يا الله؟”
“ابتهلت يومها بحرقة الغريب عن دياره وعن ذاته، وناديت ربي في سري: يا إلهي الرحيم خذني الآن إليك، خلصني من جسدي الفاني.”
“الحرب يا هيبا روحٌ يسري في الناسْ ، يغمُرهُمْ ، يحتقِن فيهم ويمورْ ، فلا يهدأ حتى يفجِّرهم ، ويُنشب بينهم النزاع فيفشلون، وتذهب ريحهم وتتمزق روحهم .. الحرب .. هل كان يسوع المسيح يقصدها، حين قال إنه جاء ليُلقي في الأرضِ سيْفاً ؟”