“و هكذا فان اتباع السلف لا يكون بالانحباس فى حرفية الكلمات التى نطقوا بها أو المواقف الجزئية التى اتخذوها. لأنهم هم أنفسهم لم يفعلوا ذلك. و انما يكون بالرجوع الى ما احتكموا اليه من قواعد تفسير النصوص و تأويلها و أصول الاجتهاد و النظر فى المبادىء و الاحكام”

محمد سعيد رمضان البوطي

Explore This Quote Further

Quote by محمد سعيد رمضان البوطي: “و هكذا فان اتباع السلف لا يكون بالانحباس فى حرفي… - Image 1

Similar quotes

“و صفوة القول أننا لا نريد من هؤلاء الاخوة أن يتخلوا عن آرائهم الاجتهادية التى اقتنعوا بها. بل لا نملك أن نريد منهم ذلك, بل انهم هم أنفسهم لا يملكون ,فيما يقضى به الشرع, الا أن يتمسكوا بها و يدافعوا عن قناعاتهم الشخصية تجاهها ما داموا صادقين فى قناعاتهم العلمية بها.و لكننا نذكرهم بأن عليهم أن لا يجعلوا من آرائهم هذه مظهرا للدين الحق الذى لا محيد عنه الا الى الكفر و الشرك و الضلال , بل عليهم - وقد علمنا أنها مسائل اجتهادية- أن يتنبهوا الى أن المسلمين يسعهم أن يأخذوا فى هذه المسائل و أمثالها بما قد يهديهم اجتهادهم , ان كانوا أهلا للاجتهاد, ضمن دائرة المنهج المرسوم لهم جميعا. ولا عليهم أن يتفقوا فى نتيجة اجتهاداتهم هذه أو يختلفوا فيها. فكلهم مقبول بفضل الله و رحمته و مأجور.”


“ليست مشكلة العالم الإسلامي اليوم بصدد تطبيق الإسلام, أن أحكام الحدود غير مطبقة فيه أو أن المسلمون يتعاملون بالربا, أو أن أنظمتهم مستوردة من الغرب أو الشرق. وإنما المشكلة الكبرى أن أكثر المسلمون فيه ضائعون عن هوياتهم, غافلون عن مصيرهم, لم يرسخ في ضمائرهم بعد معنى كونهم عبيداً لله عز و جل, و أنهم مجرد سلعة في بضاعة الرحمن, و أن في أعناقهم بيعة كبرى لمالكهم عز و جل. فتسلل سلطان الأهواء إلى نفوسهم, و ران ظلام الشهوات على قلوبهم, فمهما غرست في ساحات هذه النفوس أحكاماً و أنظمة إسلامية, لا بد أن يكون مصيرها الذبول و الإنمحاق.و إنما تحل المشكلة, بإيقاظ العقول الى حقيقة هذا الكون و ما وراءه و ما بعده, و بإيقاد سرج الإيمان الحقيقي بالله عز و جل في طوايا النفوس المظلمة, ثم تغذية هذا الإيمان بغذاء الذكر و العبادة, الى أن تستيقظ في الجوانح مشاعر الرغبة و الرهبة, و يتحول الكيان الإنساني مظهراً لقول الله عز وجل: (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين).فعندئذ يسارع المسلمون الى أداء واجباتهم, و النهوض بتكاليفهم, و أداء حق البيعة المتبثة في أعناقهم. فتطبق الحدود و يتنع الربا و تزول الفةاحش, و يستقيم النظام. و يصبح التشريع والقانون مجرد حصنللوقاية, و سياج للحماية, و يتحد المسلمون بعد التفرق و الشقاق.”


“إن كل دارس للشريعة الإسلامية يدرك أن ما قد يبدو في حدودها من القسوة لا يعدو أن يكون قسوة تلويح و تهديد. فهو أسلوب تربوي وقائي أكثر من أن يكون عملاً انتقامياً أو علاجاً بعد الوقوع، و هي بهذا تنطلق من أدق الأسس التربوية السلمية للمجتمع.”


“و إن العقل يقرر أن الكون يتألف من محاور ثابتة لا تتبدل و لا تتغير، و من مظاهر أو نسج متبدلة متطورة، و لا بد أن يقابل الثابت من حقائق الكون بثابت من النظم و المبادئ، و أن يقابل المتطور منه بمتطور من تلك النظم نفسها.”


“فالحكم القياسي يذهب و يأتي حسب مصير علته. و الأحكام المترتبة على قاعدة الاستصلاح أو دليل الاستحسان أو مبدأ سد الذرائع أو ما يقضي به العرف، كلها عرضة للتبدل و التطور حسب تبدل مناطاتها و محاورها المرتبطة بها.”


“من الذي يصدق أن المرأة يتم جمالها إلا إذا كان الرجل مرآة ذلك الجمال ، و من الذي يصدق أن الرجل يمكن أن يكون لجماله معنى لو لم تأتِ المرأة لتضع فيه ذلك المعنى؟؟ و هل سمع أحد في الناس أن زهرة قد افتتنت بالزهر أو بلبلاً غنى فوق أعشاش البلابل ؟!!..”