“ألم المعارضة الوطنية الأكبر هو أنها لم تُترك لتعمل على تحسين دولتها لمدة خمسين عاماً , فوصلت إلى يوم أصبح فيه المعارض الذي يصرخ في الشارع هو الجهادي المذهبي ومن لا يملك أفقاً سياسياً .”
“كل من لا يلتبس عليه الوضع في سوريا يصبح مطعوناً بمصداقيته , وكل من يملك رأياً واضحاً مسبقاً هو غير الواضح , وكل من يبرّر لظالم هو جاهل وكل من يتعطش للفوضى هو مغامر , وكل من لا يصرخ بصوت أعلى من صوت السلفية ليس بثائر حقيقي .. لأنّ الحرية والثورة لن تكونا على يد سلفيّة ولا عشائرية ولا رجعية ستعيدنا مئات السنين إلى الوراء . من لم يحرّر نفسه لا يستطع أن يحرّر وطنه . سوريا في أمس الحاجة للمعارضة الواعية اليوم .”
“تحت "رنين السيوف" وأنباء الدماء , ثمة من يجلس في منزله ويتحرك في مجتمعه كارهاً كل شيء وكل الناس . مقاهي دمشق ومكاتب حماة ومطاعم حلب والسويداء تحتضنه وحيداً بين الجموع . هو "المختلف" بينهم دائماً . مواطن سوري يلفظه محيطه . يجد في الاثنين تطرّفاً يمزقه بين الضدين إلى "قلق" دائم .القتل على الشارعين يدق نواقيس "حرب أهلية " في هواجسه , والنظام أمامه يستمر في "التذاكي" , و"التمسك بدور الضحية " . يتابع الإعلام من دون ثقة بأحد . لا يثق بالبحر ولا بالقبطان , ولا بالسفينة ..”
“بعضهم يقول إن الحياة قصيرة، وأنك قد تموت في حادث سيارة في أي لحظة، فعليك أن تعيش كل يوم كأنه آخر أيامك. هذا هراء. الحيـاة طويلة. ومن المحتمل جداً أنك لا تموت في حادث سيارة، وعندها عليك أن تعيش مع نتائج خياراتك لمدة خمسين عاماً”
“قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين؟"..و هو سؤال المزعزع العقيدة، الذي لا يطمئن إلى ما هو عليه، لأنه لم يتدبره و لم يتحقق منه. و لكنه كذلك معطل الفكر و الروح بتأثير الوهم و التقليد. فهو لا يدري أي الأقوال حق. و العبادة تقوم على اليقين لا على الوهم المزعزع الذي لا يستند إلى دليل! و هذا هو التيه الذي يخبط فيه من لا يدينون بعقيدة التوحيد الناصعة الواضحة المستقيمة في العقل و الضمير.”
“فظاهر أن الجنس واللون والقوم والأرض لا تمثل الخصائص العليا للإنسان .. فالإنسان يبقى إنساناً بعد الجنس واللون والقوم والأرض ، ولكنه لا يبقى إنساناً بعد الروح والفكر ! ثم هو يملك - بمحض إرادته الحرة - أن يغير عقيدته وتصوره وفكره ومنهج حياته ، ولكنه لا يملك أن يغير لونه ولا جنسه ، كما إنه لا يملك أن يحدد مولده في قوم ولا في أرض .. فالمجتمع الذي يتجمع فيه الناس على أمر يتعلق بإرادتهم الحرة واختيارهم الذاتي هو المجتمع المتحضر .. اما المجتمع الذي يتجمع فيه الناس على أمر خارج عن إرادتهم الإنسانية فهـو المجتمع المتخلف .. أو بالمصطلح الإسلامي .. هو " المجتمع الجاهلي " !”
“وسيكون من الصعب على الإسلاميين الارتفاع إلى مستوى تمثيل جماعاتهم الوطنية إن نظروا إلى أنفسهم بوصفهم طائفة مميزة عن بقية الشعب. التيار الإسلامي هو تيار سياسي يأخذ من التصور والتجربة الإسلامية مرجعا. ولكن الخطاب الإسلامي لا يعطي الإسلاميين قداسة ولا يجعلهم بالضرورة جماعة مختارة. كقوى سياسية، يصيب الإسلاميون ويخطئون، سواء كانوا في الحكم أو في المعارضة، ووحده الشعب هو من يملك الحق في الحكم على مصداقية الوعود والبرامج. إن ادعى الإسلاميون أن المرجعية الإسلامية توفر حصانة ما لهم، فسينتهون إلى بناء استبداد جديد، لا يمزق الشعوب والمجتمعات فحسب، بل يمزق القوى السياسية الإسلامية كذلك.”