“الفارق بين الأدب الحقيقي حين يتعرض لموقف جنسي وبين الكتابة الرخيصة التي تصور المواقف الجنسية بقصد الإثارة والرواج هو نية الكاتب وفلسفته، وهذا لا يمكن الحكم عليه إلا بشعور القاريء وما خرج به من القصة أو العمل الفني، فإذا خرج من مطالعة عمل فني باحساس المتعة الجسدية فقط، وكان هذا هو كل ما ترسب في نفسك منه فأنت أمام عمل الغرض منه الاثارة الجنسية ، لأن هذا هو ما حصلته منه فعلا، ولكن عندما تبقى في نفسك مباديء أخرى تترسب من الموقف الجنسي، بمعنى أنك عندما تطالع عملاً أدبياً موضوعه الجنس ولكنه يؤدي بك إلى التفكير في شيء اجتماعي أو روحي أو فكري فإنك في هذه الحالة لا تكون أمام عمل القصد منه الإثارة الجنسية لا أكثر.”
“وماذا يبقى من كل تلك الأشياء العظيمة المقدسة التي لها في حياتنا كل الخطر لو نزعنا عنها ذلك (الرمز). أيبقى منها أمام أبصارنا اللاهية غير المكترثة غير جسم مادي حجر أو عظم لا يساوي شيئاً ولا يعني شيئاً. ما مصير البشرية وما قيمتها لو ذهب عنها (الرمز). (الرمز) هو ذاته كائن لا وجود له. هو لا شيء. وهو مع ذلك كل شيء في حياتنا الآدمية. هذا (اللاشيء) الذي نشيد عليه حياتنا هو كل ما نملك من سمو نختال به ونمتاز على غيرنا من المخلوقات. هنا كل الفرق بين الحيوانات العليا والحيوانات الدنيا.”
“ما من عمل فني عظيم على الإطلاق إلا وكان الفكر نخاعه .. بدون الفكر يصبح كل عمل فني مجرد إمتاع رخيص”
“هناك آلاف يكتبون القصص والشعر ويؤلفون..أي إنسان عادي باستطاعته أن يروي تجربة شخصية مرت به أو حادثة رآها أو تصورها بطريقة تجذب الانتباه وتخضع لمقاييس الفن، ولكن، لماذا لا يصبح كل هؤلاء أدباء كبارا، لماذا نجد الكبار في كل بلد أو جيل آحاد أو حتى معدودين .. السبب أن هناك فارقا كبيرا بين كاتب القصة أو المسرح الناجح وبين الفنان الكبير الذي يغير بإنتاجه معتقدات الناس ويترك العالم على غير ما جاءه، السبب في رأيي هو خيط الفكر أو الفلسفة الذي لابد من وجوده ..... فالفكر هو روح الفن”
“و أعجزني معرفة السبب .. فأنا حديث عهد بمعرفة طباع هذ النوع الظريف من المخلوقات، فإن جل معارفي منحصرة في ذلك لنوع المبتذل الذي يسمونه "الإنساني" .. و هو على ما رأيت منه لا يأبى مطلقًا التهام ما يقدم إليه مما يؤكل و مما لا يؤكل .. حتى لحم أخيه,, و هو دائمًا جوعان ، عطشان إلى شئ .. و هو لا يصنع شيئًا إلا لغاية و مأرب ، حتى صلاته و صيامه..”
“نحن لا يمكن أن نجبر فناناً على أن يعمل بخلاف ما تمليه عليه طبيعته وإلا كنا نجبره على التصنع والتكلف، وهذا شر لا يمكن أن يؤذي الأدب والفن، والمسألة في غاية البساطة مع ذلك، فإذا كنا نتيح للفنان حريته كاملة، فنحن أيضاً أحرار في تقييمنا للأعمال الفنية، فلا نمنح تقديرنا إلا لمن يقدم لنا العمل الفني الكامل، وهو العمل الفني الرفيع فنياً النافع إنسانياً واجتماعياً”
“لعل الفرق بين الشرق و بين الغيره من الأمم المتقدمة هو أن هذه الأمم تعرف عمليات الجمع . .فهى تجمع العمل على العمل، فالحاصل بالطبع عمل ، بينما الشرق لا يعرف غير عمليات الطرح . . فهو يطرح العمل من العمل ،و الحاصل بالطبع صفر!”