“إن الخطأ الذي لا يغتفر أن يتوقف الاجتهاد وأن يجبن العلماء خوفاً من أن يقال إنهم أدخلوا البدع, أن يتقاذف الناس الاتهام بالتكفير, وأن ينغلق رجل العلم على علبة العلم, وأن ينغلق رجل الدين داخل قوقعة الدين, وأن ينعدم التواصل, وأن ينحل التفكير إلى جزر منفصلة غير مترابطة, وأن نفتقد الرؤية الشاملة, وأن يختنق كل واحد في تخصصه فذلك بداية الإنحدار والأفول والتخلف الحضاري”
“لا يجمل المعروف الا بثلاث : أن يكون من غير طلب وأن يأتي من غير ابطاء وأن يتم بغير منة”
“وكذلك حالنا نحن العميان بالنسبة للمستقبل .. لا نصدق أنه يمكن أن نرى في الزمان كما نرى في المكان .. وأن التاريخ يمكن أن يتحول بالنسبة لنا إلى مسرح مرئي .. وأن مخنا بذرة لجهاز عجيب يمكن أن يستطلع الماضي ويرى ما حدث فيه رأى العين.”
“نحن لا ينقصنا العلم، بل ينقصنا الشروع في العمل بما نعلم. لا، لا ينقصنا العلم، إن كل واحد منا يعلم أن الكذب شر والصدق خير، وكل واحد منا يعلم أن للوالدين حقوقًا وأن صلة الرحم من الواجبات وأن الغش والظلم والعدوان من أسباب غضب الله، ولكنا لا نعمل بهذا الذي نعلمه.”
“ليس من صالح المجتمع أن يذيب أفراده في داخله وأن يحولهم إلى أصفار وإلى تشكيلات من النمل .. وإنما عليه أن يختفظ لكل فرد نطاقاً من الحرية يتنفس فيه وبهذا يكتسب مرونة وقوةوقدرة على البقاء .. ويصبح كالخزف الثمين الذي لا يقبل الكسر”
“إن الدين الذي يريد أن يستبدل التفكير الحر بأسرار صوفية، وأن يستبدل الحقيقة العلمية بعقائد جامدة، والفعالية الاجتماعية بطقوس، لا بد أن يصطدم بالعلم. والدين الصحيح ـ على عكس هذا ـ فهو متسق مع العلم. وكثير من العلماء الكبار يسود عندهم الاعتراف بنوع من الوحدانية. وفوق هذا يستطيع العلم أن يساعد الدين في محاربة المعتقدات الخرافية، فإذا انفصلا يرتكس الدين في التخلف ويتجه العلم نحو الإلحاد.”
“ما بين أن نحبو وأن نجثو.. ما بين أن نُحصي أخطاءنا وأن نتلذّذ بجلد الذات”