“فنظراً إلى أن علاقات الرجل بالمرأة في ظل الحضارة الأبوية -التي هي حضارتنا- كانت منذ ألوف السنين ولا تزال علاقات اضطهاد وسيطرة، فإن سحت "طبيعة" تلك العلاقات على العلاقات بين الإنسان والعالم يقدم تبريرات ممتازة لتحكيم مبدأ الاضطهاد والسيطرة في علاقات الإنسان بالعالم، أي علاقات الإنسان بالطبيعة وعلاقات الإنسان بالإنسان سواء بسواء.والعكس صحيح إلى حد مدهش أيضاً. فبما أن علاقات الإنسان بالعالم، أي علاقاته بالطبيعة والإنسان معاً، كانت إلى يومنا هذا علاقات اضطهاد وسيطرة، فإن سحب طبيعة هذه العلاقات بين الرجل والمرأة يقدم تبريرات ممتازة لاستمرار هذا في اضطهاد هذه والسيطرة عليها.هي إذن دائرة محكمة الإغلاق. وهي تكرر نفسها أو تتعدد حلقاتها إلى ما لا نهاية حيثما وجدت علاقات اضطهاد وسيطرة وعنف. فالحرب رجولة، والسلام أنوثة. والقوة رجولة، والضعف أنوثة. والسجن للرجال، والبيت للنساء.ص 6”
“أصعب ما يمكن تغييره من علاقات هي تلك التي بين الإخوة لأنها ترسب في القاع منذ الطفولة و تتشكل شخصياتنا على أساسها ولا أحد يغوص إلى القاع مرة أخرى ليتحول إلى أخ مختلف”
“وما دمنا هنا في صدد الادب الروائي الذي يتناول بالعرض والمعالجة العلاقات "الحضارية" بين الشرق والغرب، فان العامل الاخير، اي المثاقفة، يبدو حاسم الاثر في الباس تلك العلاقات الحضارية المزعومة رداء ومضمونا جنسيين.ان عملية المثاقفة، بافتراضها وجود طرفين موجب وسالب، فاعل ومنفعل، ملقِح وملقَح، تطرح نفسها على الفور كعملية ذات حدين مذكر ومؤنث. ولكن نظراً إلى أن الثقافة الحديثة -نظير القديمة- هي في الاساس والجوهر ثقافة ذكور، فان المثاقفة لا توقظ في الطرف المتلقي احساساً بالدونية المؤنثة بقدر ما تبعث فيه شعوراً مرهقاً بالخصاء الفكري والعنة الثقافية.ص 11”
“مصير الفلاح أو العامل مرهون برب عمل واحد ,ليس له حرية الحركة في عمله أو في إقامة اتفاقيه أنهُ رهن اعتباط قانون السيد ولابد له إذا أراد تجنب التشرد أو الاضطهاد من البقاء في حالة التبعية هذه , لا يملك من خيار إلا الانتقال من الولاء لسيد إلى آخر هناك أيضا التبعية للمرابي الذي يقيد بالديون المزمنة وتنتقل تلك التبعية من الريف إلى المدينة ومن العمل الزراعي اليدوي إلى الصناعي إلى مجمل العلاقات الإنسانية , العلاقات التسلطية نفسها في كل مكان وترسخ السلطة الرسمية علاقات التبعية هذه من خلال أنظمة الحكم ذات الطابع الاستبدادي إجمالاً (دكتاتورية تسلط فردي ثيوقراطية ..الخ ) فليس هناك ديمقراطية أي علاقات مساواة وتكافؤ في البلدان النامية,كما ترسخها الإدارة الفاسدة التي تخدم أغراض وامتيازات القلة ويتوج الكل جهاز شرطة وجيش قمعيين أساساً”
“التكنولوجيا منحتنا الكثير من العلاقات، ولكنها لم تستطع أن تجعلها علاقات صادقة وحقيقية. منحتنا السرعة، وأخذت الحب.”
“أنا أقيم علاقات أليفة مع الأشياءو أومن أن الإنسان لابد أن يقتنى أشياءيحبها كوطنيمارس معها طقوساً يوميةثم يتخلص منهاويدرّب روحه على الخسارة”
“قد يقال ان تجنيس العلاقات الحضارية في الرواية يمتثل لضرورة فنية ورمزية. وهذا صحيح، ولكنه لا يكون مقبولاً الا على اساس واحد، وهو تصور العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تساو وتشارك وتكامل، لا علاقة سيطرة وتحكم من جهة، ورضوخ وانقياد من جهة ثانية. ولسوف نرى من خلال النماذج القصصية التي سنحللها ان العكس هو الواقع: فالتجنيس فرضته بالفعل ضرورة الترميز الفني، ولكن ما لا يجوز ان يغيب عن البال ان منطق الرمز هو في الوقت نفسه رمز لمنطق: منطق رجال في عالم رجال وثقافة رجال ورواية رجال. والادهى من ذلك انهم رجال "شرقيون".ص 17”