“الجدة: أتأخذون الأطفال معكم؟الجد: نعم.الحبلى: إذاً لماذا لا تأخذونھم في أكیاس؟الجد: فعلاً ھذا ما أفكر فیھ.المشوه: إن منظرھم داخل أكیاس ، أو أي شيء لعین آخر، سیجعل الحجر یبكي ویلطم خدیھ.مجھول: الحجر، ولیس البشر.الحبلى: بل لماذا لا تأخذون أیضاً بعض التراب الیابس أو القشّ الجاف، أو بعض السعال أیضاً فيأكیاس من الورق، لعرضھا ھناك على الطاولات؟ آه لم یعد ھناك من كرامة. إنكم تنقلون أسانا كما تنقلالریح أغنیة. انظروا، ھا ھو طفلي یسعل كشیخ في السبعین . (تنظف لھ أنفھ بطرف فستانھا) إن مُنَقّبآثار لا یجد فتحةَ أنفھ.الجدة: بل أصبح لھ ثلاثة ثقوب كما أظن.الحبلى: آه إنني لا أعرف ورَبّ الكعبة كیف یتنفس، ولماذا یتنفس، بمثل ھذه الكتلة الصغیرة من اللحموالغبار.مجھول: ولماذا یتنفس؟ إن الأطفال الحقیقیین شيء آخر، یختلفون عن ھؤلاء اختلاف اللیل عن النھار.لقد رأیت بعضھم ذات یوم في مدینة مجھولة، یلعبون في حدیقة ورود، نظیفین وناعمین لدرجة انكتشتھي أكلھم بالخبز.”
“يقال أن الوقت ثمين ولا أصدق ذلك, فكثيراً ما نضيع الوقت عن طيب خاطر, بل إننا نتلهف على الإجازات والعطلات ونسعى لتوفير أي قسط من الكسل ونتفنن في إهدار الوقت بلعب الورق أو مشاهدة التلفزيون أو التسكع بين المقاهي, البشر في الحقيقة لا يزعجهم تبديد الوقت, أظن أن ما يزعجهم أكثر من أي أمر آخر هو إنتظار تبدده .”
“إن ما يحز في النفس الإعراض عن اقتناء الكتب بل وحتى عن استعارتها من المكتبات العامة أو الخيرية، وربما يبقى الوقف معطلا لا يستفاد منه بسبب هذا الإعراض!”
“إن العقل الفاضل لا يستغني عن الحكمة يوماً ، كما أن المعدة السليمة لا تزهد في الطعام بعض اليوم .”
“الموت ..أُنظُر... أغمض عينيك، لاتُفكّر في شيء، لم يعد هُنالك ضوء أو دجاج في الحوش، ليس ثمّة شيء، لادفء ولا أشجار. ظُلمة.. هادئة جداً. لستُ بشيء... لستُ أي شيء.. من أنت؟؟ . وماذا أنت؟.. لا سُؤال عنك، لا معرفة إن كنت قد وُجدتَ أم لم توجد ..”
“إن كثيرا من المشايخ أو العلماء يعيشون في الكتب ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة كما قرؤوا كتب الأقدمين. ولهذا تأتي فتواهم وكأنها خارجة من المقابر!”