“هناك شعراء إذا قرأت لهم قصيدة فكأنك قرأت كل ما نظموه وما سينظمونه ، هؤلاء هم شعراء الزحافات والعلل .ومن يطلب في نظمهم شعرا كمن يبتغي عسلا من البصل .ومنهم من تطالع لهم دواوين بأكملها فلا يستوقفك فيها سوى قصيدة أو قصيدتين أو بضعة أبيات مبعثرة هنا وهناك تبين رتقا جديدة على أثواب بالية .هؤلاء هم شعراء المصادفات . والشعر فيما ينظمون كقبضة من تبر في ربوة تراب .غير أن من الشعراء من لا تقرأ لهم مطلعا حتى يستهويك ويستغويك فتراك في لحظة ، وعن غير قصد منك ، متنقلا من بيت إلى بيت ومن قصيدة إلى قصيدة ، كأنك قد دخلت قصرا سحريا كل مقصورة فيه قصر مستقل بذاته ، وكل باب يؤدي بك إلى باب . هؤلاء هم الشعراء الذين في شعرهم مدى ”
“ألا يجيء يوم يا ترى تنصر فيه مواهبك السامية من البحث في مآتي الأيام إلى إظهار أسرار نفسك واختباراتها الخاصة ومخبآتها النبيلة ؟ أفليس الابتداع أبقى من البحث في المبدعين ؟ ألا ترين أن نظم قصيدة أو نثرها أفضل من رسالة في الشعر و الشعراء ؟”
“وكذلك فالناس في بلادك إذا أرادوا الإعلاء من قدر شخص وصفوه بأنه (ابن ناس) أو بأنها (بنت ناس) مع أن هذا التعبير ظهر في الزمن المملوكي للسخرية العامة، السخرية الشعبية غير المعلنة، من هؤلاء الحاكمين الذين لا يعرف لهم أصل، لا أب لهم، فهم: أولاد ناس!”
“التوغل إلى الأعماق، لن يكون سهلاً لكل من يريد، إنه هبة الذين تمرنوا طويلاً على الغوص، وتعرّضوا للموت كثيراً في الأعماق، هؤلاء هم الذين يستطيعون أن يقصّوا علينا تجارب الآخرين .. مايحدث هناك فعلاً، لا ما يتخيّلونه هم ..”
“أصدقائي الوحيدين هم من قرأت لهم كلمات ووجدتني فيها ، لا أشكو الوحدة وأنا وحدي”
“إننا بحاجة إلى طراز من المتعلمين يدركون بأنه لا فضل لهم فيما نالوا من نجاح أو علم أو أدب, وأنهم مخاليق وصنائع انتجتهم العوامل الاجتماعية والنفسية التي أحاطت بهم من غير أن يكون لهم يد فيها”