“لأننا نخاف البوليس والجيش والإنجليز والأمريكان والظاهر والباطن، فقد انتهى بنا الأمر إلى ألا نخاف شيئاً.”

“الحب العجيب حقّاً هو حبي لك، هو شهادة للدنيا ضد المتشائمين من خصومها، علمني أن الموت ليس أفظع ما نخاف، وأن الحياة ليست أبهج ما نبتغي، وأن من الحياة ما يغلظ ويفر حتى يلتمس الموت، ومنها ما يرق ويثري حتى يهفو إلى الخلود.”

“فيا أي شيء أفعل شيئاً فقد طحننا اللاشيء.”

“يا جبلاوي ألا تسمعني؟ ألا تدري بما حل بنا؟ لماذا عاقبت إدريس وكان خيرا ألف مرة من فتوات حارتنا؟! يا جبلاوي!”

“أنه من الحكمة ألا نركب الهم أنفسنا، دع الهموم و اضحك و اعبد الله، الدنيا دنيا الله، و الفعل فعله، و الأمر أمره و النهاية له. فعلام التفكير و الحزن؟!...ملعون أبو الدنيا!”

“أهذا هو حال الشعراء يا رضوان؟ تروون حكايات الأبطال وتغنون على الرباب، فإذا جد الجد تقهقرتم إلى الجحور وأشعتم التردد والهزيمة؟! ألا لعنة الله على الجبناء!”

“وتبادَل الناس النظرات كأنهم في حلم، فواصل (قاسم) كلامه قائلا:- لقد ذهب الناظر إلى غير رجعة، واختفى الفتوات، لن يوجد في حارتنا بعد اليوم فتوة، لن تؤدوا إتاوة لجبار، أو تخضعوا لعربيد متوحش، فتمضي حياتكم في سلام ورحمة ومحبة.وقلَّب عينيه في الوجوه المستبشرة وقال:- وبيدكم أنتم ألا يعود الحال كما كان. راقبوا ناظركم، فإذا خان اعزلوه، وإذا نزع أحدكم إلى القوة اضربوه، وإذا ادَّعى فرد أو حي سيادة أدِّبوه. بهذا وحده تضمنون ألا ينقلب الحال إلى ما كان، وربنا معكم.”