“ولئن كانت الأولوية عند بعض علماء السنة في الماضي هي كشف فضائح الباطنية والرد علي الشيعة والقدرية , لأن المبتدعة كانت لهم صولة وجولة يومذاك , تكاد تطبق علي مشرق العالم الاسلامي ومغربه ... فإن الاولوية اليوم هي كشف فضائح المستبدين , وتجريدهم من اي شرعية اخلاقية او تاريخية . اضافة الي ان البدع السياسية لا تقل خطورة عن بدع الاعتقاد , كما تشهد به عبرة اربعة عشر قرنا من تاريخ الاسلام .”
“لقد انتصر المجتمع الاسلامي الاول علي الردة الاعتقادية التي ثارت في اطرافه , لكنه انهزم امام الردة السياسية التي نبعت من قلبه . والردة - كما يقول ابن تيمية - قد تكون عن الدين كله , او بعض الدين . وتلك الردة السياسية المتمثلة في تحويل الخلافة الي ملك هي التي رسمت صيرورة الحضارة الاسلامية ومآلها , ولا تزال تتحكم في المسلمين حتي اليوم .”
“الجميع امام الألم سواء ..لكن قدره البعض علي الاحتمال تتفاوت حسب قدرتهم علي التكيف معه او مداراته ...المشكله هي اننا قد نصدق من يتظاهرون امامنا بقوه ليست حقيقيه فيهم وبصلابه لا وجود لها في أعماقهم ..فنحس تجاههم بالنقص ونتمني لو كانت لنا بعض شجاعتهم ..ثم لا تلبث التجربه ان تكشف انهم مجرد بشر يضعفون كما نضعف ويبكون كما نبكي ...وما كانت شجاعتهم سوي حيله نفسيه دفاعيه تلجأ لها النفس لا شعوريا حين تعجز عن حل صراعاتها او مواجهه مشاكلها ..فتلجأ الي الحيل الدفاعيه المعروفه كخداع النفس وانكار الواقع والتبرير والأزاحه ..”
“اخذت منهجي في تدوين ما كتب في تاريخ العرب قبل الاسلام ، وفي تاريخ العرب في الاسلام، من رأيي الذي توصلت اليه، من خلال مراجعتي لما كتبه العلماء والسياح عن ايام جزيرة العرب قبل الاسلام عن نتائج بحوثهم واكتشافاتهم فيها، وما نقلوه، من صور نقشها اهل الجزيرة قبل ايام التاريخ، أي قبل الخمسة او الستة الاف سنة قبل الميلاد، وخلاصته ان قوماً خلدوا لهم وجودا قبل ان يعرف القلم، وتركوا لهم آثار سكن عند مواضع الماء وفي الكهوف، وكانت لهم صلات مع الاقوام المجاورة لهم، وكان لديهم قلم خاص بهم ، ظهر حين اكتشف الانسان الكتابة، ان قوماً هذا حالهم لايمكن ان يصدق ما رواه اهل الاخبار عنهم، وما يرويه بعض الناس حتى هذا اليوم عنهم، من أنهم كانوا جهلة وفي عزلة عن العالم، وانهم لم يظهروا في التاريخ الا بظهور الاسلام، ظانين ان القول بخلافه هو غض من شأن الاسلام فما معنى هذه الاهمية التي نقيمها للاسلام، ان كان عرب ما قبل الاسلام على معرفة وكتابة، واصحاب قلم ودول وحضارة! وهو كلام لايقبل به الاسلام نفسه، ولا يرضى به، وما كانت الجاهلية التي نسبها القرآن الكريم لعرب هي جاهلية عنجهية وسفاهة بدت ممن قابل الاسلام بالسخرية والازدراء بدلاً من مجادلته بالتي هي احسن.. وقد ادرك احد الاعراب، على اميته، هذه الملاحظة حين سأل احد المستعربين (المسشرقين) عما ينقشه فقال له المستعرب: هذه كتابات كتبها بدو قبلكم وقبل الاسلام بزمان طويل، وان هذه الاحدار التي تراها مكتوبة في البادية هي من كتاباتهم ، عندئذ قال البدوي: يظهر ان اجدادنا كانوا خيراً منا، يقرأون ويكتبون. من هذه القصة وأمثالها، توصلت الى ضرورة تدوين تاريخي بالرجوع الى كتابات العرب الاولين، لأنها وثائق والوثيقة هي المادة التي تلم بالتاريخ.”
“وفي محاولة تفسير هذه الظاهرة وجدت ان النسبية المعرفية والاخلاقية التي كانت المفروض فيها انها ستحرر اللانسان وتفسح له المجال لتأكيد فرديته, ادت الي العكس . فالنسبية تنزع القداسة عن العالم ( الانسان والطبيعة ) وتجعل كل الامور متساوية , ومن هنا فالظلم مثل العدل والعدل مثل الظلم , والثورة ضد الظلم لا تختلف كثيرا عن الاستسلام له . فيصبح من العسير للغاية - بل من المستحيل - علي الانسان الفرد ان يتخذ اي قرارات بشأن اي شيء , ويصبح من السهل اتخاذ القرارات بالنيابة عنه والهيمنة عليه سياسيا . فالنسبية قوضت الانسان / الفرد من الداخل وجعلت منه شخصية هشه غير قادرة علي اتخاذ اي قرار وأن كانت - في الوقت ذاته - قادرة علي تسويغ اي شيء وكل شيء .”
“ان يزيد عمرك سنه هذا يعني ان يجب ان تنظر الي سنواتك الماضيه تراجع اخطائك...ترتب اولوياتك من جديد...تطور من نفسك..تصلح عيوبك...تراجع علاقتك مع بعض الناس تحافظ علي الافضل وتتخلص من العلاقات السيئه...راجع نفسك لاتعلم اي عام سيحل من غيرك...هذه هي احتفالاتي في عيد ميلادي”